السبت، 7 أكتوبر 2017

نظرات كاظم ابراهيم

نظرات كاظم ابراهيم مواسي ..!!
بقلم : شاكر فريد حسن اغبارية
" نظرات " هو العنوان الذي اختاره الصديق الشاعر والكاتب كاظم ابراهيم مواسي لكتابه الصادر في العام الماضي ٢٠١٦، عن دار الهدى كريم للنشر ، في كفر قرع ، وجاء في ١٢٦صفحة من الحجم المتوسط ، وهو مجموعة من مقالات معاصرة المجتمع والأدب والسياسة ، كان نشرها في السنوات الأخيرة في الصحف المحلية والمواقع الالكترونية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي .
كاظم ايراهيم مواسي من مواليد باقة الغربية العام ١٩٦٠ ، وهو شاعر وكاتب ينتمي الى جيل حقبة الثمانينات من القرن الماضي ، صدر له اكثر من عشرة كتب جلها في الشعر، والباقي خواطر ومقالات ، وكتاب بحث عن بلدته باقة الغربية .
وكتاب " نظرات " الذي بين يدي ، يتناول ويعالج العديد من قضايا الساعة ، والقضايا السياسية ، والمسائل الثقافية والأدبية ، والمعضلات والظواهر الاجتماعية السائدة في مجتمعنا العربي . 
فيكتب عن مدينته الفاضلة باقة الغربية ، والانتقادات النكدية الموجهة لعمل بلدية باقة في فترة رئاسة مرسي أبو مخ ، وعن الضلال العربي ، وتوجيه الاعلام في الدولة ، وعن امريكا التي تربكنا ، ويتعرض للصراع الفكري في المجتمع العربي ، وللجمعيات والمجالس البلدية ، وحرمة المجلس البلدي ، وماذا ينتظر رئيس البلدية في تحمل المسؤولية والنكد ، ويرى ان رئاسة البلدية ليست وظيفة سهلة ، ولا تجلب الشرف والجاه لمن لم يملكهما من قبل ، وانه يجب على الرئيس الناجح أن تكون له سلطة قوية يستمدها من الناس وليس ممن هم فوقه ، ويتساءل عن من نوصل الى المجلس البلدي ، وما هي القيادة ، ولماذا التهافت عليها ؟؟!.
ويتحدث ايضاً عن المبادرات الثقافية والاجتماعية والسياسية من اجل الاصلاح الثقافي والاجتماعي ، التي سرعان ما تلقى العراقيل والفقر في الموارد والدعم الشعبي .
ويطرق كاظم مواسي أبواباً كثيرة ، فيدخل الى عالم السياسة ويرى ان قضية فلسطين هي اقتصادية في الدرجة الاولى ، ولا ينسى ان يتطرق الى قيمة يوم الارض الخالد في سفر الكفاح لجماهيرنا العربية الفلسطينية ، الذي كتبت تاريخه بدماء الشهداء الابرار ، والى أوجه التمييز في المجتمع الاسرائيلي ، ومشروع ليبرمان التبادلي الترانسفيري .
ويلقي كاظم ابراهيم مواسي في كتابه نظرات واضاءات على المسائل الثقافية التي تؤرقه ، ويتناول قضية الأدب والمتلقي ، موضحاً ان الكتابة الأدبية تنتج عن نفسية وثقافة وظروف متباينة ، كذلك الامر فان للمتلقين ثقافتهم وظروفهم ونفسياتهم المتباينة ، وان من يستطع الحكم على الأدب هو المثقف الموضوعي الذي يرى في النص مادة لها تحليلاتها وتفاعلاتها ومكوناتها .
وهو يتساءل من هم الشعراء ؟ ومن يحتاج النقد ؟! مؤكداً على ان اليوم وفي بلادنا العربية لا سائل ولا مسؤول عن الشعراء وأشباه الشعراء وما يكتبون ، يختلط القمح بالزوان ، وقلما نجد القارىء الفطن الذي يميز بين الصالح والطالح ، وتجد ان كل من خط خاطرة او كتب تعبيراً يعتبر نفسه شاعراً كبيراً ، ناسياً ان على الشاعر ان يكون متمكناً من قواعد اللغة ، وغارفاً لتاريخ الانسانية، وحالماً بالتغيير والاصلاح ، ومعالجاً للمعضلات التي تواجه مجتمعه .
كما يتعرض كاظم للبرادوكس الأدبي في المشهد الثقافي المحلي ، مشيراً الى ان نقادنا باغلبيتهم السنتهم في افواههم يمدحون ويذمون وفق مصالحهم ، وعلاقاتهم الشخصية ، فيضيئون النص حين يريدون ويسدلون عليه عتمتهم متى شاءوا، وهذا طبعاً بالنطق وليس بالكتابة .
ويطرح رأيه وموقفه ووجهة نظره من السيرة الذاتية ، وقضية الابداع والحياة ، والنقد المحلي ، والمسرح الادبي ، والخلط بين الخاطرة والقصيدة ، والتعميم والذوق الخاص في الأدب ، ويتساءل هل تكتمل لغتنا العربية ؟ وما قيمة الأدب ؟!!
وفي نهاية الكتاب يقدم كاظم مواسي اضاءات فكر على قضايا اخرى متنوعة من واقع وصلب حياتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية .
كاظم ابراهيم مواسي يمارس ضروب الكتابة باتقان ، وينزع الاعجاب بآرائه وافكاره الواضحة الصريحة ، يؤمن بحرية الرأي والمعتقد ، ويحلم بالاصلاح المجتمعي ، ويرى بان الانسان المناسب يجب ان يكون في المكان المناسب .
وكتابه " نطرات " يشكل ومضات فكر وعقل منفتح ، يفكر بهدوء ويطرح الأمور بعقلانية وموضوعية وبكل روية ، وهو كتاب يستحق القراءة ، ففيه رؤى وافكار جميلة وطروحات عميقة ، مكتوبة بلغة شفافة ورشيقة ممتعة .
اشد على يدي صديقي المعتق كالقهوة العدنية كاظم ابراهيم مواسي ، وتمنياتي له بالعمر المديد ، والمزيد من العطاء لما فيه خير مجتمعنا ومشهدنا الثقافي ، مع خالص التحيات القلبية المعطرة والعابقة بالمحبة .