السبت، 22 سبتمبر 2012

الوعي النابض في مسرحية ساغ سليم


الوعي النابض في مسرحية ساغ سليم

كاظم ابراهيم مواسي

**

شدني وأثارني في مسرحيدية ساغ سليم للفنان المبدع سليم ضو الجليلي الواعي الذي يذكر المحطات المهمة في حياته أنه يعي ما حدث ويطلع مشاهديه ومستمعيه الى أحداث مهمة حدثت في الجليل إبان النكبة والاحتلال  وحتى يومنا هذا ليدخلها الى وعيهم ، وفي باقة الغربية كان جمهور المسرحية معظمه من الشبيبة والشباب ،الذين ولدوا في فترة اتفاقية اوسلو ولا يعرفون ما  قد حدث،وان عرفوا  فقد سمعوا آراء مختلفة  ولا يعرفون الصورة الحقيقية ،وسليم ضو حين يتحدث عن الترحيل والهجرة ويتحدث عن نضال الشيوعيين ابان الحكم العسكري للحصول على المواطنة والغاء الحاجة الى التصاريح ويتحدث عن الحجارين وعن الاذناب ،حديثه يدل على انه واع لظروف حياته وهو صبي ،هذا الوعي الذي نفتقده عند الكبار المنغمسين باشغالهم وأهوائهم.

نحن حين نتحدث في الامور التي سمعناها ورأيناها وحتى فكرنا بها نكون قد رسخنا الموضوع في وعينا وادراكنا واذا لم نتحدث ولم نكتب بقي الموضوع في حالة اللا وعي.

سليم ضو يسرد قصة حياته، التي اتمنى ان تطول بالصحة والعافية والعطاء، وأثناء سرده يدخلنا الى الأجواء التي عاشها في دراسته الابتدائية والثانوية وكلية التمثيل في باريس ويشاركنا أحاسيسه تجاه امه وأبيه وزوجته وبناته،يضحكنا حينا ويبكينا حينا ويدهشنا حينا آخر ،واثناء هذا وذاك يطربنا بمرافقة عازف العود حبيب بأنغامه الجميلة.

عادة نحن البشر ننسى طفولتنا لانشغالنا بامورنا الحياتية فيذكرنا بتمثيل الاطفال للافلام التي رأوها في السينما ويذكرنا بالاخوة بين المسيحيين والمسلمين في الجليل وباستدراج الشباب الى الخيانة ،فيقدم لنا مسرحية توقظ الوعي لدى الكبير وتنميه لدى الصغير

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

مفاهيم صعبة في فيلم نساء حماس


المفاهيم الصعبة في فيلم "نساء حماس"

بقلم : كاظم ابراهيم مواسي

فيلم نساء حماس الذي أخرجته سهى عراف ،ابنة الجليل ، يصور حالة الامهات في غزة اللواتي استشهد ابناؤهن في فترة الحصار والهجوم الاسرائيليين على القطاع ،وانتهى تصويره عام 2009. هذا الفيلم ،تختلف الآراء حوله فهناك من يعتبره دعاية ايجابية لحركة حماس ،وهناك من يعتبره دعاية سلبية تسيء لها، وانا من بينهم ،نظراً لبروز مفاهيم لا أوافق عليها ،كما لا يوافق عليها الانسان الحضاري المتنور حسب رأيي :

المفهوم الاول : ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ، وهو يعني الرد على العنف بالعنف ،بينما حققت انتفاضة أطفال الحجارة غير المسلحة ما لم يحققه السلاح ،حيث اكتسب الشعب الفلسطيني تأييد العالم بحقه في الاستقلال وعقدت اتفاقية اوسلو التي نصت على حل الصراع على مراحل ، وعلى مستوى شخصي علينا ان نقدم الذي يعتدي علينا للمحاكمة.

المفهوم الثاني :ان يذهب الفلسطيني للاستشهاد ، لا شك ان الاستشهاد امر محتمل حين يدافع المناضل عن وطنه ،لكن ان يكون الاستشهاد هدفاً فهذا لا يقبله الانسان الحضاري.

المفهوم الثالث : حجاب المرأة بالأقمشة ، وهنا يسأل السؤال أليس الحجاب هو التمنع والحفاظ على الشرع الاسلامي ؟ أليس هو عقلياً ونفسياً ،وليس مكوناً من قطع القماش ،فالتستر بالقماس لوحده لا يعني ابداً العفة والالتزام بالشرع.

المفهوم الرابع :الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو صراع ديني ، يبدو الصراع وكأنه ديني ،لان الاسرائيليين يدعون بحقهم الديني التوراتي في فلسطين ،لكنه في الحقيقة صراع مادي للحصول على الارض وامتلاكها ما يعني انه استعمار بدليل ان الاسرائيليين بغالبيتهم ليسوا متدينين.

خلاصة القول الفيلم يصور ما  كان موجوداً تصويراً صادقاً ،دون اية ملاحظة خارجية من المخرجة ،ومن الضروري أن يتبع الفيلم حوار بين المشاهدين ،فليسوا جميعاً بنفس المستوى من الفهم والادراك والثقافة.حتى نسمع الرأي والرأي الآخر.