الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

حريتي

حرّيتي

حريتي لا أشتريها من أحد
موجودةٌ في داخلي مثل الكبد
وعبرها أرى وجودي كالبلد
زيتونةٌ هنا وتينةٌ هناك
قلبي إذا غنّى سجد.

الأحد، 14 سبتمبر 2008

قصائد

بين البحر والنهر

خاتم النهر على إصبعها عهدٌ كبيرُ
وأنا في حضرة النهر ضريرُ
لا أرى ما صادت الأيامُ
في بعدي وقربي
لا أرى الأسماك تغني للفقير ِ
وأنا في حضرة الدنيا فقيرُ.
خاتم البحر على إصبعها دين عسيرُ
وأنا من موجة البحر أطيرُ.




تجربة

هل من نور ٍ في الشارع ؟
كيف سأكمل مشواري في العتمة ؟
إني أبحث عن أمل ٍ في الواقع
قد ضاع الثائر في الغربة
من يتساءل....
هل أحدٌ يسمعه ؟
**
شيءٌ كان مهماً
صار الآن مجرد أمر ٍ عابر
كيف يكون الشيء مهماً ؟
كيف تقلّ ضرورته ؟
من جرّب ، يعرف...
أعرف أن الحاجة في الماضي
لا تعني الحاجة في الحاضر
**
أنت هنا ، لك ما لك
وأنا لست وحيدا
دوماً لي شركاء



لا أحسب الدنيا سدى

لا أرعوي
وعندما أراك ِ ، لا أحسبني
أنا الذي ذاق الأسى
لا أحسب الدنيا سدى
**
كانت على دربي خشونة السنين
حتى أضعت الوعي في فهم العيون
**
أنا بقايا ثورة ٍ
أحجارها ليست معي
أنا زوايا حجرة ٍ
أضواؤها لا تنطفي
**
ما كنت أشكو لو رأيت منزلي
بين البيوت والندى كالقلعة ِ
ما كنت بالشاكي ولا الباكي
وإنما
بلاد الأمس ليست غايتي



الحظ

حسن الحظ هو المعشوقة
الحسناء الممشوقة
مائدة في حضن حديقة
عاشقة وصديقة
سوء الحظ هو اللعنة
الجدباء المتروكة
سارقة فرح الأطفال
حاقدة وكريهة
حسن الحظ هو الإيجاب
يفتح للناس الأبواب
سوء الحظ هو السلب
يغلق للناس القلب
**
الحظ حبيب وعدو
وقريب وبعيد
ينأى أو يدنو
هو كالأمطار وكالريح
جزء من كرة الأرض
شيء لا نعرفه
قد يأتينا قد لا يأتينا
أما العابث في الأقدارفلا يعنينا
هو كالساعة من ماضينا




مضيف

كما كان عهدي
أراني مضيفاً
يجيد الصداقة بين الشعوب ِ
فهذا يصلي وذاك يغني
ولست ممن يراؤون حزباً
فكل الفئات تغالي
**
أنا شاهد العصر بين الشهود ِ
أشدّ رباط الشعوب ِ
وحبل الإخاء ِ
وحسبي بأني عدو الظلام ِ



نشيج

كثيرٌ عليك ركوب المطايا
كثيرٌ عليك ورود المنايا
فأين تسيرُ ..تراك البرايا
**
قليلٌ عليك كؤوسُ المياه ِ
قليلٌ عليك رفاقُ الملاهي
وأنت تسيرُ..تقول إلهي إلهي
**
وسهلٌ عليك كتابة أشعارْ
تبوح الأغاني وحزنك أنهارْ
ألا تلحق الحبّ أولى وأحلى



عودة الغريب القريب

يعود الغريب إلى دمعة الأرض ِ
في بيته المستعاد ِ
يفتش عن قارئ للدموع ِ
وليس عليه ِ
إذا ضاع نجمٌ
إنارةُ شمع الحداد ِ
لأن الذي كان
أصعبَ مما هو عليه الآن يبدو
لقاء العيون
على ضفة البيت
حتى يغني ويشدو
بلاداً تعودُ
إلى ما نريد ُ
فكيف يعود الغريب القريبُ
ونحن نقاوم حلماً
فحتما يعودُ
وحتماً نعودُ



ننسى

لو كان لنا قمرٌ نهواهُ
لو كان لنا شجرٌ يهوانا
كنّا نمسك بعضنا من أيدينا
نتشابك
ننسى ماضينا
نعشق حاضرنا
نبني في رفق ٍ فرح المستقبل
**
لو كان سريعاً هذا الوقتُ
لما أحسست بغربة روحي
لو كان بطيئاً هذا الوقتُ
لما أحسست بظلمة جرحي
جرح يأفل
قلبٌ يمهل ، لا يهمل



شاعرة

في بوحها الأيام تنطق سرّها
هيمانة في الشعر تقرأ حبّها
في البحر شاعرة وشاعرها ..أنا
أتعلم الأوزان من أنفاسها
**
الشعر أحوالٌ وشعري حالتي
في الحزن يدمع دفتري
في الحبّ..
أقلامي تقوم وترقص
في الليل يرقد هاجسي
أتعلم الوقت الجميل بقربها

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

ديوان وشوشات الزيتون 2002 مختارات

مختارات من ديوان وشوشات الزيتون 2002

لك حبي ،وبعد
كاظم ابراهيم مواسي
لا تحفري في القلب نبعاً غاضباً
بل فازرعي في القلب روح الثائر ِ
إن الحياة لعبة
فيها أرى الخسران مثل الظافر ِ
يا حلوتي ! هل في الكؤوس جرعةٌ ؟
حتى ترى الأوطان عين الناظر ِ
هذا زمانٌ عابرٌ
فالأمس ولّى في رداء العابر ِ
والآن نحيا فترة فيها لباس الحاضر ِ
ولتعلمي أن الحياة رغبةٌ
الحلو فيها نيلُ حلم الثائر ِ
لا ظلمَ يبقى
لا عزيزَ يبتليه عنفوانُ الجائر ِ
فلتحلمي
أن تصبح الأيامُ في يديك كالأساورِ


أربع معزوفات
كاظم ابراهيم مواسي
*
رغبة في الحياة
أغازل أحزانها
طفلة الوقت تعبث في وقتها
عين صيّادها تلحظ لهوها
ما الحياة إذا نحن نفسدها ؟
*
خير ما أنشد لا أرى
قد رأيت الهوى
ها هنا يُشترى
في كياني الهوى كنز أو ثرى
أين حباً بريئاً أرى يا ترى ؟
*
صرخة الظالم أسمع والصدى
والمظلوم في هدأة قد شدا
كوننا خلطة منهما
كيف لي أن أعرف سر الندى
*
المعاني على الدرب
ألقى ولا أشتري
شاعراً كنت أكتب في دفتري
حين نشرت أشعاري
عرفوا جوهري
كيف لي أن أظلّ على منبري ؟

ربيعية
كاظم إبراهيم مواسي

عودوا كما عاد الربيع مغرداً
إن الربيع نحيبنا ونشيدنا

والشدو فيه الحزن والفرح الذي
حضّ المغني أن يشدّ شعورنا

نحن الألى ذهبت بهم ريح الصبا
نحو الغياب وما سلونا مجدنا

ذهبت بنا ريح الغياب وما عفت
حتّى أتانا الوقت منتفضاً ، دنا

إنّا وإن ملّ الزمان نشيدنا
نشدو ونشدو دائماً أشعارنا

قد قال :نرجع سالمين لأرضنا
والعندليب هناك ردّد شدونا

سلمى أبوها مبدع وعزيزها
وطن عليه الحبّ دين الهنا

يا ربّنا ! يا ربّ أحلام الصبا !
ضع في عيونك أهلنا وبلادنا


نسمة الأمل
كاظم إبراهيم مواسي
نسمة في الصيف تأتي وتروحُ
حسنها خمر وأطيابًا تفوحُ

إن هذا الكون مقصوص الجناحِ
طائر غنى فغنته الجروحُ

ليت ربي يملأُ الأيام حبًا
كي يظل البشر حِلا لا يروحُ

حسبنا ماض لياليه توالت
مثل صخر فوق قلبي يستريحُ

حظ أيامي بحار لا تموجُ
أعطني اللهم حظا، لا أبوحُ

فقصور الملك ليست من مرامي
ليست الأموال حلمي فأنوحُ

إنني ابحث عن ورد الهدوء
كي اغني الحب حينا وأسوحُ


عينان
كاظم ابراهيم مواسي

لأنّ عينيك قبلة المسافات ِ
لأنّ قلبي يخاف من مساراتي

أعود من رحلتي مسافراً فيها
أعود والقلب مشدودٌ لآهاتي

أيا عيون الصباح في المدى تسري
تجري مع الفجر أحلامي وجولاتي

أرنو إليك وعين الغيد ترشدني
إلى عيونك يا وقتي وساعاتي

ماذا أقول وقد قالوا كما شاؤوا
والقول مختصرٌ ،عيناك غاياتي

أرنو إليك وربّ الكون يرقبني
لا عشتُ ،لو أخفيت الحبّ من ذاتي

حالي وحالك حالتان من حال ٍ
نعم الحياة ُ بها تطيب حالاتي


كفر قاسم البقاء
كاظم ابراهيم
هي قريةٌ زيتونها وطنٌ
وجامعها وطن
هي كفر قاسم إذ يعاتبنا الزمن
ما نحن إلا قرية شهداؤنا كانوا الثمن
لما أتانا الهاربون من الردى
يبغون بيدرنا وقمح حقولنا
كنا هنا ،كنا هنا
أجسادنا كانت هنا
وعقولنا كانت هنا
عربٌ صرخنا ،نحن عائلة العرب
نحمي البلاد من الهرب
نحمي العيون من اللهب
لكنهم
زرعوا الرصاص بجسمنا
زرعوا الرصاص
ظنوا بأن النار تردعنا عن الوطن الحبيب
قتلوا بنا الأفراح ،ما قتلوا الوطن
بقيت بلاد العرب في أرواحنا
بقي العرب
زرع الزمان بروحنا مصل الجراح
زرع الرصاص بجسمنا حب المكان
وتجمهر الشعراء حولك كفر قاسم
يستعيدون الحدث
وبلاغة الأحزان أنت ِ
وأنت ِ فاتحة الأمل
فيك البقاء
لك ِ البقاءُ ، لك ِ المقل
ولك ِ الأملِ


دعاء في العام الجديد
كاظم ابراهيم
قبل حلول عام الفين سمعت البعض يتخوفون من الالفية الجديدة، فكانت هذه القصيدة

في صفاء كالعيون الراضيات ِ
مجّد المحزون ربّ الكائنات ِ

ودعاه في هدوء الليل تترى
أن يعمّ السلم في كلّ الجهات ِ

ويشدَّ الربّ أزر الفقراء ِ
ويكون الحبّ وجهاً للصلاة ِ

يا إلهي ..أنت ادرى بالطريق ِ
أنت ادرى بالذي بعد الحياة ِ

بشرٌ من حولنا ظنّوا الظنونا
حسبوا الآتي زماناً للممات ِ

أين منّا أغبياءٌ إذ نخاف ُ
والذي أعطيتَ كان المعطيات ِ

يا إلهي شدّ أزري بين قوم ٍ
حاسبين الغدَ معروفَ الصفات ِ


يا بني قومي أناديكم ، فلبّوا
رغبة الإنسان في صنع الغداة ِ

حضّروا للغد ما يحلو ويسمو
كي يكون الغد ُ حلو َ الثمرات ِ

جامع حسن بيك في يافا
كاظم ابراهيم
وحيداً ايّها الحسنُ
تناطح الف سائحةٍ وناطحةٍ
وتختزنُ الأسى والحزنً لا تهنُ
فأنت عروبتي المقهورةُ الوثنُ
ووجهُ الحاكم العربيّ دون كرامة دمهُ
أجيءُ إليك معتقداً بأن الأمسَ كان لنا
ومقتنعاً بأن اليوم ليس لنا
ومؤتملاً بذي الغد أن يكون لنا
فهل يكفي تمنّينا
وأنت تنام بل وتعيشُ مغترباً
بأرض ٍ كلها عدنُ
ويؤلمنا بغربة وجهك الزمنُ
ونختزن الأسى والحزن لا نهنُ
فمثلك نحنُ يا حسنُ
ديوان وشوشات الزيتون -2002-
مختارات


مناظر – 1 –
كاظم ابراهيم مواسي

خيرٌ لنا أن لا نعي أحوالنا
فلو وعيناها
ضربنا خدنا في كفّـنا
أنتم هناك تقلعون الخير من تاريخنا
فلو تركتوهُ
لنوّرت هنا أيّامنا
**
أحزاننا في يومنا
أن الفقير قانعٌ
أما الغني إن أخذتم قرشه
يبكي أسى
**
بلادنا وجه القمر
فيها الصغار يشبهون الخيرَ
يشبهون الثمر
فيها الكبار خانعون كالشجر


الموقف
كاظم ابراهيم مواسي

ركعتْ قيادات العروبة للغزاة
وتباعدت أمجادنا عنهم
بموقفهم عراة
عرب بدون كرامة هم ،لا حماة ،
بل يسبحون بمركب العدوان
معظمهم جراء
يرعون مصلحة الغزاة وهم رعاة
الذل يركبهم صباحاً حتى المساء
ما ضرهم لو عبّروا عن ذلهم
بالجري خلف العاهرات الى الطغاة
جبناء ، عزّ لهم دواء
*
لبنان وطن الكرامة لا تخف
فالكون يفخر فيك
في ابنائك تفتخر الكرامة والشرف
صمدوا كجلمود الذهب
في وجه ارهاب وحقد مكتسب
لا شيء يثنيهم عن الايمان في نصر مرتقب
الرب ينصرهم
وغزة لا تهاب
إن المرابط شعلة وله لهب
يكوي فلول المعتدين على النسب
والصامدون بأرضهم
حدّث ،فلا حرج عليك ولا عتب
يبنون سقف العزّ للأبناء
حتى يكبروا وعلى الإباء
على المقاومة العجب
لا شيء يثنيهم عن الايمان
بنصر مرتقب


دموع
كاظم ابراهيم مواسي
دمعك ِ....
هذا القطر المسكوب على قطعة حلوى
أيقظ في أعماقي طفلاً
كان ينام وفي يديه قرشٌ ابيض
-ينفع لليوم الأسود –
دمعك.....هذا الطفل الصارخُ
في وجه المادة والماديين
حرّك في البحر الأبيض أمواجاً
كانت تختبئ الحيتان بها
دمعك ِ هذا المظلوم يريد الإنصاف
من الحاكم والظالم
هذا الخبز المعجون بدقات القلب
يسائل هذا العالم عما يمكن أن يحدث
دمعك ِ هذا الشعر الواقف
بين الفقراء وبين الحيتان
بين الأزهار وبين الأشواك
بين الباقي والفاني
بين الخير وبين الشر
يسائل هذا العالم عن حل ٍ
أو رسم ٍ للمستقبل.

ديوان هنا في زمان آخر 2000 مختارات

ديوان هنا في زمان آخر -2000-
مختارات
أشجان
كاظم ابراهيم
" يا أخت سلمى في غناك عذوبة
يبكي ويغرق دمعها أحزاني "
"شاعر عربي"
مالي إذا حان الفراق سألتها
وصلاً وما وصلي لها أضناني
أهوى الحياة وقلبها قد شدّني
من حضن دنيانا التي تنســاني
ما كنت بالمجنون حتى أرتمي
في حضن جارية تخلّ أمانـــي
قاسيت من ظلم الأحبّة ذاتهم
حبّي لهم جعل السكوت مكاني
لو غيرهم مسّ الكلام بدفتري
كان الفتور وكان جرح لساني
**
يا أمّ سلمى إنني أصبو العلا
ردّي إليّ حرارة الايمــــــــــان ِ
إنّي أحبّ العيش طفلاً ضاحكاً
هل خصّني الرحمن بالأحزان ِ
من حولنا شعب فقير حالم
ما جرمنا في دورة الأزمــــــــان ِ
أولى بمن طلب العلا نيل الشقا
وأنا تعبت وحان قطف جنانـــي

سـُما والدعاء
كاظم ابراهيم
بمناسبة عيد ميلاد ابنتي سما التاسع

سُما وإن كان النقاء طفلةً
أحببت أن أمسي نقياً كالصغار
في وجهك الدنيا تبين فرحة
تبدو علينا مثل تحليق الهزار
يا ربّة النقاء لا تحاولي
سما على كفيك شارة انتصار
في حسنها إبداع خالق سما
الله من تقودنا للإبتكار
هوّن علينا قلبنا وعمرنا
لا تسحب الشريان من جسم الكبار
نحن الذين آمنوا بآية
المال والبنون في وجه الدمار
ندعوك أن تحيي بلاداً آمنت
بالحق يعلو في فضاءات الديار

أغنية ضدّ الآهات
كاظم ابراهيم
قمرٌ هنا
وهناك ما زالت تحومُ
فراشة غجرية
في المنحنى
**
كانت نوافذنا
تطلّ على غبار الريح
أيقظني نداؤك يا حبيبةُ
فاستريحي
كي أنظّف وقتنا
**
جرحٌ مدينتنا
وحلمٌ ضمّنا
وأنا الضياعُ
وأنت نافذة الدنى
**
بالأمس ، هجرتنا أضاءت ظلّنا
واليوم عودتنا
على حجرٍ
يضيء الكونُ.. يزهر لوزنا
**
وطنٌ هنا
وهناك في البلد المسافر
لا تزال حمامة غجرية
فوق انتصاب المئذنه
**
أيّ الكلام كلامُنا !
أيّ الفعال فعالنا !
نحن الذين تزيّنوا بالحبّ
والأشعار
والأسفار
والأخطار
والمجهولُ يجهل وقعنا

أمريكا
كاظم ابراهيم مواسي

إيماني في السحر تلاشى
يا ساحرةً عيناك تقوداني للشعر ِ
وما الشعرُ تهادى
في زمن الموت على بقعة أرض ٍ
لا تسوى إنساناً يهوي
أو يهوى
والأرض جبالٌ نصعدها
والأرض سهولٌ نزرعها
والأرض مراع ٍ أو صحارى
فلماذا الموتُ ؟
وكلّ الناس يخافون من البرد ِ،
من الفقر ِ،من الجوع ِ
ومن مرض ٍ يتمادى ؟
**
إيماني في الموت يعلمني
ما معنى الصمت على قبر أبي
إذ أقرأ حمداً
وأعود لأصمت حين أموتُ
وأصمت في كوسوفو
ما زلنا نصمت في قانا
فلماذا ما زلت تهددني يا هذا ؟
**
الأرض مراوغةٌ ؟ لا
الأفريقيون يحبون تخلفهم ؟ لا
نحن نحبّ الأرضَ ..لماذا ؟
ألأنّ القانون يخنجرها !
ألأنّ الله يعشقها !
ألأنّ الغرباء هنا ؟
ألأنّ ..؟ لماذا ؟
والأرض هناك تسافر مثل الأرض هنا
والناس هناك نخيلٌ
والناس هناك خزامى
والموت على الأرض تمادى
حين القادر يأكل خبز العاجز في امريكا
أمريكا .. أمريكا
يكفينا موتاً أرضيّاً ...وكفى


ترنيمات
كاظم ابراهيم

عيناك ِ هذا الصبح ُ
عيناك الصباح
عيناك ِ هذا الفجر ُ
عيناك الفلاح
آتي إليك ِ خاشعاً
أتي إليك ِ ناسياً عبءَ النداء
وناسياً.....
عبءَ البكاء والندم
وناسياً آلام يوم ٍ مظلم ٍ
وناسياً كلّ الصعاب
آتي إليك ِ مؤمناً
أنّ الذي ولّى اغتراب
ومؤمناً
أنّ القلوب في اقتراب
عيناك هذا الصبحُ
عيناك ِ الصباح


ماضٍ وحاضر ومستقبل
الماضي كاظم ابراهيم
قلمٌ يسطّرني ومسطرة تخطّ بخافقي
ألم يخاطبني
ويأخذني من البسماتِ
يأخذني من الضحكاتِ صوب المقلق ِ
قدرٌ وروحٌ ثائره
جسدٌ ونفسٌ حالمه
صوتٌ لحضرة قاتلي
صوتٌ لحضرة خالقي
الحاضر
سلمى وأغنيتي سُما
قلبٌ وحبّ باقيان إلى المدى
صوتٌ لحضرة خالقي
ويشدّ هذا الصوتُ كلّ حبالنا
ويمدّ هذا الصوتُ من انفاسنا
وأخيراً
إني كتبت وما كتبتُ سوى ألم
إني شدوت وما شدوت سوى نغم
إني أجبت وما أجبت سوى نعم
وأظلّ منتصب القوام مكابراً رغم العدم
وأظلّ همّاً للهموم
وأظلّ صوتاً لا ينام


في مواجهة الطريق
كاظم ابراهيم مواسي

دعي فكرتي
لا تمسّي كلامي !
دعي وحدتي
لا تمسّي هدوئي
جميع الذين أحب يتوهونَ
في ساحة الفكر ، لا يعرفون الحقيقة
دعيني وفكرتي أحيا هنياً
فكل الحدائق ليست حديقة
ونصف الحقيقة ليس حقيقة
**
أراني شقيّاً إذا قلت إني هنيُّ
أراني هنيّاً اذا قلت إني شقيُّ
لأن الحياة التي تحتوينا طريق وليست طريقة
**
غبار الرياح وريح الغبار ِ
طعام الفقير وفقر الطعام ِ
طريق الجراح وجرح الطريق ِ
أمور تدلّ على لحن هذي الخليقة
**
اذا كنت أعمل ،لا أشعر المرّ تحت لساني
ولكن ،إذا جاء وقتي
لعنت أبا الصمت حتى كتبت القصيدة
فما مرّ بي ليس منّي
ولكن، هبوب السليقة
**
هبوب السليقة يجعلني
لا أطيق الصديقَ
إذا لاح في الأفق وجه الصديقة
ووجه الصديقة يلمع في الليل
حتى يسود الهدوءُ
وحين يسود الهدوء ُ أسائل نفسي
لماذا أريد الحقيقة ؟
وعيني تحيط بورد الحديقة !
ودين السلام طريقة


بلادي
كاظم ابراهيم مواسي

جرعة من كأس دنيانا سقتني
أحرقتني بلهيب الحب عيناها

حاولت أخذي من الدنيا إليها
حائراً أمضي على درب هواها

يا فؤاداً راح للغيد يمضي
كيف تمضي وبلادي في بلاها

عد إلينا طالما عادت طيور
لا تدع أرضي بلا عين تراها

شاءت الدنيا كما شاءت رجال
ثورة تهدي لنور من سناها

كلما اخضرت روابينا شرعنا
نحمد الله على ارض حباها

فبلادي رغم عسر الحال عندي
قدس اقداس وجنات رباها

خير ما في الكون حب
وبلادي الحب في قلب فتاها


ماض ٍ وحاضر
كاظم ابراهيم مواسي

دارت الدنيا ودار الوقت حولي
إذ حملت الهمّ تاجاً فوق رأسي

كنت والدنيا صديقين وكنّا
نرشف الكأس بياضاً دون حسّ ِ

شاءت الأقدار أن أنسى "بثينه"
و"جميل" كنت لا أحفظ يأسي

شاءت الأقدار أن نفقد عيناً
وعيون البؤس ليست مثل بأسي

كنت والدنيا حبيبين وكنّا
قبلة زاكية في خدّ ميس ِ

إنني اصبحت أحتاج لأمسي
كي أعيش الطيش مسروراً بنفسي

فحياتي شبه طوفان ٍ ترامى
صبحها ليل وليل صبح أمسي

لست أدري أيها أقرب منّي
يومي الحاضر أم أمسي وكأسي

حاضري بيتي وشغلي وقصيدة
بينما الأمس مسافاتي ونحسي
لست أبكي حاضراً فيه أغنّي
بيد أني أذكر الماضي كدرس ِ

استراحة الشاعر
كاظم ابراهيم مواسي
**
أحلّق في جليل القلب
أرقص ، تستفيق بي المسافات
أراجع ذكرياتي في معادلة الضياع ِ
ألوّن الأجواء بالنغم
لماذا حين أنظر للأعالي
أسمع الأعلى يناديني ؟
لماذا الأرض تنساني
ووردتها تداريني ؟
وكنت أنا الذي صبغ الفضاءات
بلون عيونها ،
رسم المنى بها ،
وحبر القلب يكويني .
**
يحيّرني جنون الوقت
ما زالت عقارب ساعتي تقف ُ
إذا ما لاح في الأفق ..
هروبٌ من حماقاتي
أحاول كسرها ،لكن
أغاني العشق تسبقني
فأجمع ما تبقى من سماواتي
لأدخل في القصيدة كلّ آهاتي
وأنسى أنني كنت الذي صنع المسافات
**
وثانية أحاول
لمسَ نهديها فتسحبني
إلى قلمي وأوراقي
لأكتب عن جنون الوقتِ
عن غضبي
أحاول مرة أخرى
فأوقن أنني ثملٌ من الفشل
فألمس مرة صدري
وأخرى أعصر الشفة ِ
أحاول مرة أخرى
فألقاها بداياتي


عزاء النفس
كاظم ابراهيم مواسي
البحر اكبر مستقيم في الدنى
أرض أرى متقلبة المستوى هنا

هذي بلادي في الفؤاد مكانها
ليست تردّ إليّ وقع الميجنا

ماذا أقول وقد كتبت قصائداً
عادت كما ذهبت حديداً معدنا

أبقى على حالي أحبك يا ثرى
رغم التخاذل والتصدي والضنى

إني وإن قطعوا لساني شاعرٌ
أروي الحواكير التي كانت لنا

لا أنتهي رغم التلاشي والردى
فالريح ذات الريح تعزف لحننا

حبي إليك فراشةٌ وسحابةٌ
فيها الحياة وكل ما فيها منى

أن تكبر الأوطان في أشعارنا
أن ينشد الأشعار قلبٌ قد حنا


حماسة
كاظم ابراهيم مواسي

ماذا أقول وقد حفظت مقاليا
فالصمت أصدق لو عرفت مراديا

إنّي وفيّ والسموأل مثليا
إنّي طموحٌ والعدالة دينيا

لا ترجميني بالظنون فإنني
للصدق والإخلاص أفدي عمريا

إنّي وفيت وفي وفائي قصةٌ
للسالفين وللذين ورائيا

ما كنت أقبل أن تهان كرامتي
حتى ولو كان النبيّ مهينيا

إنّي كريمٌ والكرامة رايتي
أحيا بها في العمر أغبط حاليا

لا أحسد البشر الذين أراهمُ
مهما تلألأ نجمهم بسمائيا

إن شئت قولاً فالقصيدة حجتي
قولي إذا صدقت حذام مقاليا

ديوان من حديقة الوطن وحديقة الروح 1996 مختارات

ديوان من حديقة الوطن وحديقة الروح
مختارات

العامل الزمنيّ
كاظم ابراهيم
العامل الزمنيّ... يأخذ دوره
والعمر..... يأخذ في المسير
زمن يدور بدائره
ودوائر الدنيا حياة
هذي السنابل تنحني ...
كي تمنح الأرض الأمل
هذي الوجوه تبدّلت.....
والأرض تبقى للعمل
- بعُد الكثير من البشر
وتقرّبوا عند الأثر
والكونُ ....
يسرد قصّة المارّين عبر الذاكره-
العيش أصبح حرفة...
للماكثين بأرضهم
الموت أيضاً حرفة ...
للعاشقين ثرى الوطن.
**
يا دهرُ...
زد بعنائك وغنائك ..حبّ الوطن
يا أرضُ جودي بالأمان
يا حبُّ..ظل بربوعنا حتى الأزل.
**
زمن يدوّره الزمن
رغم العذاب
رغم البعاد
ملئت ليالينا أمل.
رغم الضياع
ينمو بنا حبّ الوطن..
أضحى لنا
ونما بأذرعنا حجر...
يتقدّم الأزمان َ..كلّ الأزمنه
فلتفتح الأبواب في وجه البطل...
ولتنشد الحسناء عودة حبّها
من بعدما وصل الزمن.
**
يا دهرُ...كن للعاشقين
يا حبّ ..كن...قمر الوطن.

صعب كاظم ابراهيم

كم هو صعب أن أحيا
أن أشقى
وأشقّ طريقي في هذي الدنيا
أن أحيا .... أن أرقى
أن أترك ظلي خلفي
وأسير إلى الظلّ لألقى
غابات من أملي
أو غايات من عملي
أو نايات من فشلي
كم هو صعب أن أشقى
أن أرقى
أن ألقى
ذاتي بين ذوات
تبحث عن متسع للقدم ِ
كم هو صعب أن أبقى أنقى
أو أشفى من علة هذا الزمن ِ
كم هو صعب أن أشقىِ

قدر
كاظم ابراهيم مواسي
كنت أودّ
أن أملك صوتاً عالياً ليس لديّا
أو أملك أغنية أحلى
كي تسمعني
وتلفّ العالم تبحث عنّي ، لكنّي
لم أملك
هي لم تبحث
سمعتني امرأة أخرى
دخلت في عينيّا
لم أعبث، أصبحت وفيّا
**
قدر أن ابحث عنها
قدر أن لا تبحث عنّي
قدر أن تسمعني امرأة أخرى
قدر أن ألقاها
قدر أن أهواها
**
ما أحلى أن تهوى من يهواكَ
ما أحلى أن تهوى من يهوا كَ



قدر وغياب
كاظم ابراهيم مواسي
ق
واجهت ليلاً ، حزنه لا يطاق
فسرتُ نحو الصبح
أرجو عناق
ضاعت أماني فجرنا في العراق
يا حلوتي...أحلامنا لن تراق

د
سلامنا الموقوف عند الحدود
حلم المسيح ،حلمُ كل الجدود
لن يقتلوه لو أضعنا الشهيد
لن يقتلوهُ
سوف يغزو البلاد

ر
كانت بلادي زهرة كالزهور
أضحت بغير بهجة أو حبور
نمضي إلى الآتي بقلب جسور
لعلنا نلقى غداً لا يجور

غياب
كان انتمائي
مثل أعشاش الطيور على الشجر
كانت حكايا بلدتي معي
على طول السفر
كانت عيوني في المدى
تراقب الحجر.




الكاظم
كاظم ابراهيم مواسي

لو يسمح لي زمني
أن أكتب للقاصي والداني
للماضي والآتي ، عن ألمي
أو عن أملي
وعن الأشواق إلى وطني
عندئذ أمسك قلمي
أحضنه بين الشاهد والإبهام ِ
كي أطرد من طاردني
كي أقلع من يقتلني
كي أمنع من يمنعني
عن حبّ بلادي
وأنا الشاعر أني
سأموت إذا الشعر سلاني
لو يسمح لي زمني
أن اكتب شعراً عن آلامي
- لم أكتب عنها حتى الآن لإني
أخشى أن يصبح شعري همّي –
وأنا الكاظم غيظي
أخلد لو ظلّ الشعر قريني
لو يسمح لي زمني
أن أرسم بالكلمات ِ
وأنقش وأنحت وأعزف في فنّ ٍ
فرحاً وأغنّي


إشارات حب باقيّة
كاظم ابراهيم مواسي
1-
لولا هزارٌ في الفناء
ما كتمت صرختي
إني أحب الطير يعدو حولنا
والكون بلبلٌ يغني شعرنا
والأرض ما الأرض سوى أوتارنا
إني أحب الكون يشدو قربنا
2-
الدمع يشقى في العيون العاشقة
والحبُّ يرقى في القلوب المبصرة
لا يشترى الحب بشمس شارقة
لا يشترى القلبُ بارض دائرة
حبي إليك فرحة وزنبقة
حسبي أرانا شاعراً وثائرة
3-
الشاطئُ البحريّ عيناك ِ
أعود منهما إليهما
في بحر هذا الوقت ِ
تغرق السفينة التي تقلنا
ونحن نبقى ها هنا
لا نغرقُ
الشاطئُ البحريّ عيناك ِ
إليهما أعود منهما إليهما
4-
سكت المغني وردتي إذ صرت أشدو حبنا
جفّ اللسان حبيبتي إن الكلام طريـــقنا
ما انت غير حديقة تنمو بها أرواحنا
إني أحبّ مدينتي وحبيبتي وبلادنا



خمس معزوفات
كاظم ابراهيم مواسي
1-
القدس ما كانت سوى ظمأي
أنا العطشانُ
أبحث عن إلهي
أرتوي حيناً وحيناً أظمأُ
لم ألقهُ
والقدس تبقى كأسنا
كأس المصلي والذي لا يؤمنُ
2-
يتمزق وجداني
نحن الانسانُ
ونحن الحيوانُ
نقاتل كي نحيا
وصراع بقاء
3-
من علّم طفلتنا الحب ؟
4-
لمً يا ربي
في الاسعار المعقولة والمتوقعة
لا نقدر ان نبتاع ؟
5-
في عينيها ،بوح مرايا
في عينيها ..لحن خفايا
في عينيها ..سرّ هنايا
في عينيها.......
لا أعرف معنايا



دمي الشرر
كاظم ابراهيم مواسي

على جرح أنامُ ، وأقتل الدمعات يا أملي
على أمل أقوم ألملم الذكرى
وأشطب كلّ آلامي ،
وفي ألم أخطّ على الدفاتر كلّ أحلامي،
ومن حلم أعود إليك يا حلمي...
لكي أتعود الذكرى الجديدة حين ألمحك..
يسافر في عيونك طير عودتهم
ويكبر في صباحك صبح فرحتهم
إذا سقط البياض على السواد
وآن وقت الحب والنعم
أحبك ثمّ لست أحبّ غيرك يا منى روحي
فطيري ثم عودي صوب نافذتي
ترين القلب يرقص حين يلمحك
أحبك والليالي لم تعد كالليل
**
ليال ٍ جائعات ٍكنّ لي وجعاً
وكلّ نجومها كانت كما الإبرُ

تدقّ بكلّ أضلاعي إذا لمعت
وأشفى حين يأتي الصبح والوترُ

لماذا يا إله الكون تؤلمني..
نجومٌ والليالي مثلها القدرُ

أنا ابن الوقت لا وقت يروضني
أحبّ جميلة الأرض التي أزرُ

أسافر صوب أرض لا ملاذ بها
أغنّي الأرض حتى هدّني الضجرُ

لماذا يا تُرى أحببتُ في ولهٍ
وما الحبّ الذي أحببت يشتهرُ

أنا الولهانُ يا أرضي بصحبتك ِ
أنا من قال أرضاً حبها المطرُ

جرى مطري على خديك يا وطني
كما يجري بشرياني دمي الشررُ


صوت
كاظم ابراهيم مواسي

كان لي جرحٌ
وكانوا نبض قلبي
كان لي حلمٌ
وكانوا صبح شعبي
وهمُ الأنسام في دنيا العذاب ِ
وهمُ الأنوارُ من جوف الظلام ِ
وهُمُ الأطفالُ أحفاد الزمان ِ
وهم الأبناء والأجداد وبداياتُ النهار ِ
**
كان لي جرحٌ
وكانوا لي شفاءا
كان لي حلمٌ
وكانوا لي سماءا
**
أيّ جرحٍ سوف يمضي
بين أمواج الغمام ِ
أيّ حلم ٍ سوف يأتي
مع أسراب الحمام ِ
لست أدري يا حبيبي
أيّ معنىً للكلام ِ
غير صوت الطفل يعلو
صوتَ حكام ٍ لئام ِ
ويُدوّي فوق ارض ٍ
قاومت فعل الحرام ِ
ويظلُّ الصوتُ يعلو
صوتُ اطفال السلام

مولد الفرح
كاظم ابراهيم مواسي

في عمق الفكرة أنمو
أمزج ألوانَ العالم في اللحظة ،
في الحالة ،
في الغرفة،
كي ألقى الرسمة ذاتي.
أصبح شيئاً محسوساً :
ظلاً يفضي بالجسم ِ
وجسماً يفضي بالروح ِ
فأشعر نفسي...
ذاتاً تبحث عن ذاتي
**
لا شيءَ يعيد الذاهبَ
لا ذهباً ، لا روحاً
والآتي قد لا يأتي
لكنّ الآمال ستزهر يوماً
رغم العاصفة الهوجاء ِ
ورغم حياتي ، موتي
**
المشوار كثير الخطوات ِ
وأقدامي كالمسمار تدقّ على الأرض ِ
لكي تدخلَ ،أو كي تخرجَ مني
لا اعرف أين نهاية أحزاني
في الغابة أم في القرية
والأرض تضيق تضيق
وأمامي ألف طريق
حالة
كاظم ابراهيم مواسي

شيءٌ ما يخرج من أعماقي
حبٌّ ما يدخل في آفاقي
أستبدل أفكاري
فدخولي وخروجي من حقي
والحقّ زعيم الأقدار ِ
**
الدنيا لعبة طفل ٍ يلهو
غير الفرحة ليس يلاقي
لكنّ الموتَ ،الخوفَ ،الحزنَ،
رفاقُ الآلام ِ
تُغيّر لون الإشراق ِ
فتمسي الوردةُ ذابلةَ الأوراق ِ
والبحرُ يهادنُ رملاً
والجوّ عديمَ الأمطار ِ
....
وحين يحبّ المرءُ
تكون الدنيا لعبة طفل يلهو
غير الفرحة ليس يلاقي



بعيداً عن الجاهلية..
كاظم ابراهيم مواسي

ماذا أكتب عن حجر ٍ
يقلب صفحة تاريخ بيديه الناعمتين؟
ماذا أكتب عن مجتمع يرجع للماضي
ويقبّل من حاضرنا الشفتين ؟
ماذا أكتب عن دين يبقى
ويعقّد ربطته ويقول بان الله
يفرّق بين الطفلين ؟
لن أكتب شيئاً غير سؤالاتي
فالأجوبة المعقولة لا تحتاج إلى عقلين
**
ما أصعب ان أبقى شاعراً
فالشعر إذا كان وحيداً يقلقني
ما أصعب أن أصمت
وجنود الله يجيئون إلينا
يحتلّون الصمت بداخلنا
ويطاردني جندي الله
يحاكمني
ما أصعب ان يزجرني
**
في صحراء الوقت أضيع
ويضيع معي اسمي المعترفُ
وبقايا وطني
وأضيعُ..أضيعُ..ولا ألقاني
أملٌ وفراغٌ فيّ يواجهني
أهرب منهُ
أهرب منّي
والوقتُ يضيعُ بهذا الزمن ِ
وأنا أطرد وقتاً يحملني
أكتب شعراً يجعلني مُلك الغير
ولا يرحمني
**
بعيداً عن الجاهلية
سوف أكسر أصناماً
سوف أعيدُ الزمانَ الذي لم يجئْ
وأغني أغاني الفضاء الذي لم ين ءَ
وبعيداً بعيداً عن الزمن الصعب ِ
سوف أحطم أشعارنا




خمسة مواقف
كاظم ابراهيم مواسي
المقدمة
الدرس الأول في الحب كان شعراً
الدرس الأول في الشعر كان حباً
الموقف الأول
شاعرٌ ما قرأ الآن قصيدة
قرر الشاعر أن يكتب صمتاً
حيث أن الشعر في هذا المدى
نثر الجريدة
فسقى ورداً على تلك القصيدة
الموقف الثاني
مالي أحسّ أن أوهامي تلاشت
لا أرى منها سوى قصيدتي

فالشاعر الموهوب يرثي حلمه
والحلم شاطئٌ بعيد الرحلة

أحببت أن أحيا بحلمي صاحياً
والصحو أحلى بعد حلم السكرة

عشْ حامياً للحقّ تبدو واثقاً
ما أجمل الحياة في الحقيقة
الموقف الثالث
كبرتْ عيونك في الفراغات التي
تأوي إليها
كلما دار المكان عليك يا ..
إلزمْ مكانك واصطبر
حتى تعود إليك ذاتك كالندى
في صبح يوم مشمس ٍ
تنسى الخرافات التي أمسكت فيها
عندما أختل التوازن
بين ما يبقى ولا يبقى
ولا يبقى سوى
وجهٌ تعالى ربّهُ
وجه الهوى
الموقف الرابع
الحبّ يحملني إلى سقف الدنى
ويحوّل الأحزان عرساً في الرؤى

دنياي بعد الحب دنيا تشترى
بالمال ،بالأرواح،حقاً تقتنى

ما كنت قبل الحب أصلاً كائناً
قد كنت إنساناً يجول في المدى

فيذيقني حلو الحياة ومرّها
والحبّ حلو العيش فيها والندى
الموقف الخامس
يا صاحبي
يا أيها القلب الذي في الرأس
لا ترحلْ عن الموجود
لا تبحث عن الأشياء في سفر السدى
إلزمْ حدودك
إيها العقل الذي في الصدر
إقرأْ ما يُرى



مني إليّ مع خالص الحب
....
كاظم ابراهيم مواسي
....
الوردُ يحملُ لونَه
وعلى جبينكَ لونُ حبٍ كالوطن
ماذا دهاكَ .،
لكي تسافرَ في المحن
....
قد كنتُ مثلَكَ 
بيد أني لم أزل
أروي حواكيري أمل
لا ، لم أمت
قتلوا بي الرغبات 
والضحكات ... لكن لم أمت
مثلي أنا 
قتلوكَ أنتَ ولم تمت
...
النهرُ يلحقُ ماءَهُ نحو البحارِ
ولا يؤوب
قل .. هكذا صار المرافقُ لا يؤوب .
من علّمَ الطفلَ الذي كتبَ الملاحمَ ..
أن ينامَ على حجر؟
من علّمَ الانسانَ أن يهوى الوطن ؟
شبحٌ يبينُ على القدر
..
ورجعتُ أروي قصتي
كالشيخِ ماتَ رعيلُهُ
مع نسمة الاشراقِ أرقبُ للزمن
من علّم الانسانَ أن يفدي الوطن ؟
..
قل .. هكذا يا صاحبي
أحببتُ أن أبقى على قيد الحياة
والدرسُ أفضلُهُ
بزوغُ الحبِ في أرض الثمن
لا يا صديقي
لم أكن كي لا أكون
ورأيتُ أن كيانَنا رهنُ الوطن
جئتُم الى أرض الرجوعِ
لكي تعودوا حاملينَ رؤوسكم
ما دهاكَ ..لكي تسافرَ في المحن ؟
الوردُ يحملُ لونَهُ
وعلى جبينكَ لونُ حبٍ كالوطن
..........
.....،.،،
وجودية

.....
لونانِ لهذا الفجرِ
وهذا البحرُ كياني
أحلامٌ تمضي
أحلامٌ تأتي
وعلى الأرضِ عيوني
وعلى الشمسِ فلسطيني
....
كونٌ شاخَ مع الأيامِ
وحبٌ ما زال يعني
ألماً لا متناهٍ
....
القرية تبحثُ عن منقذِها
والدولةُ تخشاهُ
.،..
الشارعُ حزنٌ وسرورٌ
وبقايا ذاكرةٍ تلحقُ صاحبَها
كي تلقاهُ
....
البحرُ هدوءٌ وصراخٌ
ماءٌ ، أمواجٌ لا تنساهُ
...
الأطفالُ مرايا لي
ولكل العشّاقِ إذا كبروا
وسلا النهرُ أخاهُ
...
.
...
من حديقة الوطن وحديقة الروح



إلى هاربٍ منا
...
كاظم ابراهيم مواسي
....

سريعاً يمرّ الأوانُ عليكَ
وأنتَ بطيءٌ بنومكَ
في الصحو تنأى
إلى عالمٍ ليس فيه جريمة.
بريءٌ ، وفي منتهى اللطفِ أنتَ
تمارسُ عيشاً نظيفاً بدنياكَ 
ليست تشدّكَ نقمة .
لماذا يمرّ الزمانُ سريعاً
وأنتَ الذي كان فينا 
يشدّ العزيمة ؟
وحينَ تعودُ إلى طاقة الوردِ
تأبى الحسانَ وما كنتَ تهوى
لأنكَ آمنتَ أن الرجوعَ هزيمة .
أنا أنتَ يا روعةَ الوردِ ، أشقى
وليس شقائي سوى
عالمٍ ليس فيه حياة كريمة .
أخي أنتَ مهما هُزمتُ
سأبقى أغنّي
لبعدكَ عنّا ، وحلمِكَ فينا
لأنّا نحبّ الهزيمة
....

من حديقة الوطن وحديقة الروح 1996

1996

ديوان من حديقة القلب 1994 -مختارات


ديوان
من حديقة القلب – 1994
كاظم إبراهيم مواسي

بطولة
سطّر بالدم الفاخر والحبر الاحمر
قصّة ابطالٍ ردّوا العسكر
سطّر في عود الزعتر
عصيان الأخضر
سطّر
رقم هويتنا واحد ..لا أكثر
بيت واحد
أحمر ..أحمر..أحمر
قلبٌ أحمر
علمٌ أحمر
وردٌ أحمر
مُلكٌ واحد
يكبر..يكبر..يكبر
حبي يكبر
شعبي يكبر
ربي أكبر
سطّر بالحجر والخنجر
كيف العاشق يفتك بالغادر
كيف الرابح يصبح خاسر

مرور
مرّوا ....
كأنّ الدرب من أنصارهم
قاموا كما الاشعار من بوح القلم
لمّا تعوّجوا....
عرفنا المستقيم
لمّا تحجّروا.....
هزمنا المستحيل
ثمّ عزفنا الشعر في وجه الرجيم
يا أيها الغالي !
تعوّد كنسهم
من بعد هذا اليوم
لست عبدهم.

18.12.1987 -الانتفاضة الاولى

تحدٍّ
كلْ ما شئتَ فإنّي
آكل الصخرَ إذا ما جعتُ
ألتحم بأرضي فيما لو متُّ
أسرق أكلي من منقار الطير وآكل
إن لم أقدر
أستجمع أنفاسي منّي ..أتآكل
وأموت بغير رضوخ
لا أقبل غير شموخ
إشربْ ماء التفاح عصيراً
وانا أشرب حسراتي...لكن..
سوف تفاجئك مقاومتي
ويكون لك الأمر عسيراً
نمْ فوق فراش من كتّان
وأنام على الصوّان ..ولكن
سوف أخطّ نهايتك بعيدان
إن لم ألق يراعاً كي أكتب
قفْ يا غادر !
واعلم أني حيّ قادر
آتيك مخاطر



الحنين الذي يزهر
لم أدر ما كنه البكاء على النوى
حتّى تشنّج دمع عيني واكتوى
قد قلت لن أبكي ..ولكن الجوى
غمر المآقي بالدموع وما روى


القلب قد أضناه محجوب الغروب
والشوق يسري في دمي حتّى أؤوب
لم أدر ما وقع الفراق على القلوب
سأعود يا أماه ..يا أحلى هوى

مرّ البعاد أمام بعدي حائراً
قد ظُنّ أني حائرٌ فيما جرى
قالوا كثيراً يوم اختلف الثرى
لكنّني ما زلت في حضن الورى


"تحد" هي أول قصيدة نشرتها"الحنين..... " هي أول قصيدة كتبتها في عام 1980



قصيدة ليست لقيس
ليت قلبي أراحني من هواها ........ حين أضحى يموج وقت لقاها
كنت أبغي لو مات أو لو سلاها......بيد أني لا شيء أرضى سواها
هذه العين في عيوني سناهـــا ...... وعيوني ليست لمن لا تراهـــا
جاوزت قلبي إذ رأيت شفاها....... تنطق الوجد في بليغ لغاهــــا
إنها زهرتي أشم شذاهــــــــا ....... لو أراد الرحمن أن ألتقيهـــــا
وهي أشعار لو فؤادي تلاها....... لست أنساها لو نظمت سواهـــا
تركت قلبي يخفق الشعر فيها......شاعراً صرت من فصيح هواها
..........
رفيقة
رفيقتي !
كنا ، وكان الحب في أحلى مكان
جمحت صوتي
كي أمد اللحن حتى المهرجان
ألقيت سمعي...للأغاني...تعتلي كالصولجان
تقاوم السلطان والمنفى..وأسواط الهوان
تشفي دموعي
عندما يحن طفل للأمان
قد جاء يحكي للدنى :
لا بد أن يعلو عنان ،
ويسقط الطغاةُ...
في صمت يغني للحنان
يعلي نداء عبر أدراج السماء
يبغي الأمان
رفيقتي !
الطفل ينسانا..ولا ينسى الحسان
غنيت للأطفال ..
في بعد المكان والزمان
حتى أتيت خاشعاً
في هدأة .. عمت جنان

لون في العلم - كاظم إبراهيم مواسي
أخاف عليك من ألمي
ومن كوني..ومن عدمي
لأنك في المدى زمن أحبهُ...
لو مضى زمني .
أخاف عليك من نغمي
ومن شعري..ومن قلمي
لأنك قمة الأشياء في نظري...
وجنة عابد الحرم ِ .
لأنك وحي إلهامي
وساعة فرحتي...أملي
وكل عواطفي....حلمي
أخاف عليك من نظري ومن نومي.
فكوني مثلما تبغين
أحبك رغم أنف السقم والعدم ِ
فأنت الصبغة الحمراء في علمي
ووجه الناس في بلدي
مشعّ مثلما الأفراح والحمم ِ.

من الصور الصامتة
الصمت أجدى من كلام عابر ِ............والحب أحلى في هدوء الخاطر ِ
يا روعة الأحلام في حضن الدجى......كم طاب رؤياها خلال المنظر ِ
صمت جميل في حشاياها بدا............عصفور جنات ببيت الشاعــــرِ
يا حلم أحلامي..الذي يرنو الهوى.......قد صار يحلو للهدوء حاضري
ما أجمل الأيام لو كانت لنا ...............صمتاً عليه الحب دين القادرِ
نشدو إذا طاب الهوى..أنشودة...........ألحانها من هدأة المشاعـــــــــرِ


لهــا أغنـــــّي

عيوني التي تهطل الدمع تغفو
على ذكر لقياك عيني
وتصحو ....
وإني على عهد حبي
أقوم الليالي أناديك
علّي أراك وأعفو....
أراك..وأنسى حديث الليالي
وكنت تريدين مني كلاماً جميلاً
وحباً يفوق الخيالا
لياليّ تأتي....وحزن عميقٌ يبينُ
وحلمٌ يراودني كان يهفو
يقضّ منامي وينأى
كأنّ العيون تنام وتصحو
أحبك.....والليل يدري
وحبّي يبدد خوفي
أخاف الهوى المستحيلا
إذا أبعدوك عنّي
وقضّوا منامي
سأبقى أغنّي
ولكن...أغانيَ جداً حزينة

لو تدرين
شاهدت وجهك باسماً ........ فظننت أن الليل بدرُ
قمر يطل بليلنـــــــــا.........والليل لو تدرين قهرُ
مطر يسيل بنهرنــــا.........والنهر لو تدرين سرُّ
وهوى يجيء لحيّنا.........والعمر لو تدرين مهرُ
يا وردتي وسناءهــا...........الظلم أحرق ما يسرّ
بقي المكان بلا مدى.........وطني على الأيام عصرُ
سيكون حبك عصرنا......ويحد فرحتنا مقـــــــــــرّ
وأريد قلبك سامعاً..........كي يعبر الأجواء شعرُ
سيري على أرض الهوى....كي تعرفي ما لا يضرّ
ورأي مواقع حبّنا..........حيث الهروب ولا مفـــرّ
................
حب تحت المطر
لو كان بإمكاني
أن أحفظ قلبك في صدري
أو أن أزرع في صدرك قلبي
لملكت جناناً في الأرض وفي البحر ِ
**
أحببتك مثل سروري
أحببتك كالأطفال
يا عاشقة تكبر في بستاني...
تحتلّ زماني ،
أحببتك مثل ربيع يأتي
وشتاء يعزف أشعاري.
أحببتك في السر وفي الجهر
.....
كوني كالماء وكوني كالنار
فاني مبلول أو محروق...لست أبالي
سأظل أحبك كالبحر وكالشعر ِ

الأحد، 7 سبتمبر 2008

قصيدة حاليّة

قصيدة حاليّة
كاظم ابراهيم مواسي

حتى أكتب نصاً ما
كان عليّ ركوب الصمت ِ
وإنزالُ الهمّ ِ
وخلع الأشغال
كان عليّ تذكّرُ حبّ ما
حبّ ليس يغيب عن البال
حبّ الأطفال
كان عليّ نزولُ البحر المتدارك
قبل غياب الشمس هنا
وتردّي الأحوال
يحدث هذا للأسباب :
فئةٌ منا ترجع للماضي
تحياهُ ، لا تدركه
فئة منا تحيا الحاضر
تمسكه ، لا تتركه
فئة منا أدركت المستقبل
تدركه ، لا تحياهُ.
والحال هنا
بئس الحال


Kazemmawassi.maktoobblog.com

6.9.08