الثلاثاء، 9 أبريل 2013

من هم الشعراء ؟


من هم الشعراء ؟

بقلم : كاظم ابراهيم مواسي

يخطئ من يظن ان صفة واحدة تجمع الشعراء سوى كتابة الشعر ،فكما يختلف اصحاب المهن المختلفة عن بعضهم البعض هكذا ايضاً يختلف الشعراء فيما بينهم ، كل شاعر له صفات انسانية ايجابية أو سلبية خاصة به ،قد يملك شاعر آخر بعضاً منها وقد لا يملك . واذا كانت شخصية الشاعر قوية وكان له مركز اجتماعي مميز كانت كلماته اقرب الى الناس وكانت شهرته اوسع كما كان حال السفير السوري نزار قباني وعضو اللجنة التنفيذية محمود درويش رحمهما الله.

ما وصل الينا من تاريخ الادب العربي يشير الى اختلافات واضحة في سلوكيات الشعراء فليس الزاهد كالماجن وليس القانع كالطامع وليس جميعهم شجاعاً وكريماً ومغيراً وعاشقاً متيماً  ومتشائما ومتفائلاً ومتطيراً وما الى ذلك من صفات ،فكل شاعر امتاز بسلوكيات خاصة ،ولكن الذي وصل الينا هو شعر حقيقي يحافظ على اساسيات الشعر وجمالياته  بغض النظر عن سلوكيات واخلاقيات الشعراء.

اليوم وفي بلادنا العربية حيث لا سائل ولا مسئول عن الشعراء واشباه الشعراء وما يكتبون ، يختلط القمح بالزؤان ،وقلما تجد القارئ الفطن الذي يميز بين الصالح وبين الطالح مما ينشر في المواقع الالكترونية والفيسبوكية واحيانا في بعض الصحف الورقية التي تفتقد المحرر الادبي ،

تجد كل من خط خاطرة او كتب تعبيراً يعتبر نفسه شاعراً كبيراً،ناسياً ان على الشاعر ان يكون متمكناً من قواعد اللغة وعارفاً لتاريخ الانسانية وحالماً بالتغيير والاصلاح ،ومعالجاً للمعضلات التي تواجه مجتمعه ،ولكن هيهات أن يعرف كل واحد حجمه الحقيقي .وفي الحقيقة يظل الشاعر عملة صعبة ويظل الشعراء نادرين والايام القادمة تأخذ على عاتقها دوماً مهمة الغربلة.

هناك 3 تعليقات:

  1. 1

    اخي كاظم ! كل كلمة في مقالتك تساوي وزنها ذهبا . ما تتفضل به هو عين الصواب . فليس كل من طرق موضوعا مثيرا على شكل قصيدة اعتبر نفسه شاعرا . فللقصيدة كلمتها وللقصيدة وزنها وللقصيدة موسيقاها وللقصيدة صرفها ونحوها وللقصيدة رونقها وحسها الذي يخترق جدار القلب ليصل الى سويدائه . وهذا كله أو قل أقله لا تملكه فئة ممن يجربون أنفسهم في هذا الباب .

    عبد الحي اغباريه - 09/04/2013

    ردحذف
  2. شفيق حبيب :
    كلامكَ في محله الصحيح...فالشعراء كبقية البشر لهم أهواؤهم ومشاربهم وعواطفهم الآنسانية المختلفة..وما ذكرته عن تكوين الشاعر الحق فهناك الهبَة الإلهية ، أعني الموهبة وسرعة الخاطر والأحاسيس المرهفة...سلمتَ يا شاعرنا كاظم مواسي...بكل الحب

    ردحذف
  3. اما الزبد فيذهب جفاء وما ينفع الناس يبقى في الارض
    من
    مقال الدكتور حسام مصالحة .
    ..............

    وقد واكبنا في الاسابيع الاخيرة، عبر الصحافة والمواقع، التصريحات المختلفة الداعية لترسيخ مواقع هذه البلدة العربية أو تلك، كعاصمة للثقافة العربية - الفلسطينية، واستعداد بعض من رؤساء المجالس المحلية والبلديات لاستثمار وتوظيف ميزانيات مناسبة لبناء المراكز الثقافية وقاعات العرض المسرحي، مراكز تحتضن الموهوبين من ابناء شعبنا في مجالات الفن والادب، لتنهض بهم ولتساندهم في مشوارهم الابداعي الطويل. هكذا يدور الحديث في الناصرة عن توظيف 65 مليون شاقل لبناء مجمع ثقافي وكذلك الامر في كفر قرع التي تبحث عن موقع مناسب لبناء مركز ثقافي يلبي الطلب المتزايد والمشاركة الهائلة للمواطنين في امسياتها الثقافية. هاتان ايضا مبادرتان مؤشرتان على الصحوة، الرغبة والاستعداد، لحراك مجتمعي يتعدى الماديات، ويساهم في عملية صقل الهوية الثقافية للجماهير.







    الا ان البعض يساورهم القلق من ان تؤدي هذه الصحوة الى "انفلات" في المعايير والتسميات والخوف من تراجع احترام الشعر والشعراء في المجتمع. هذا القلق منبعه المستوى غير اللائق للكثير مما يكتب وينشر، وأحيانا يلقى من الشعر والقصائد. فالتمكن من قواعد اللغة العربية محدود، والعناصر البلاغية غائبة، والاطلاع على الموروث الادبي العربي، شعرا ونثرا، محدود فما بالك في الموروث الادبي العالمي.



    وقد اتحفنا الشاعر كاظم ابراهيم مواسي قبل ايام، وعبر موقع بقجة، بمداخلة بعنوان "من هم الشعراء؟" بث فيها بعض همومه حول هذا الموضوع. ومما أورده محقا غياب هيئة مسئولة تنظم موضوع الشعر والشعراء، غياب المحررين الادبيين في المواقع والصحف وغياب القراء الفطنين القادرين على التمييز بين الغث والسمين مما نشر او قد ينشر، من شعر وأدب. اننا اذ نتفق مع الاخ كاظم حول صدق ما كتب، موضوعيا، الا اننا نختلف معه في التوجه. لماذا؟







    أولا، لأننا نتبنى نهج التطلعات الايجابية تجاه كافة المبتدئين في العطاء الفني-الابداعي ونتوسم فيهم الخير والقدرة على الابداع حتى يثبت غير ذلك. لذا فنحن ندعو الى مساندتهم ولتوفير كافة المساعدات والرعاية لهم في بداياتهم، بدلا من "خنفهم" وتسليط سيوف النقد على رؤوسهم. فالمبدع الحق يبقى بحاجة ماسة الى فضاء من الحرية والى جو من القبول لإنتاجه يشحن لديه الرغبة في المزيد من العطاء والإبداع.



    ثانيا، لأن مأسسة أي مجال من مجالات الانتاج الفني والادبي، تشترط وجود هذا الانتاج. ففي غياب الشعراء وكتاب المسرح والقصصيين والممثلين والرسامين وغيرهم، لا يمكن انشاء رابطة لأية فئة منهم.



    ثالثا، لأننا نأمل ان ترافق هذه الصحوة الانتاجية حركة استهلاك تتشكل من القراء ورواد المسرح، من المهتمين بالفن والانتاج الفني، رسما، نحتا، شعرا، .... ولا يمكن ان نفترض نشوء مثل هذه الحركة في غياب الانتاج الفني وعرضه على الجماهير، بغض النظر عن نوعه ومستواه. فما نفع قصيدة راقية كتبت، ان لم يكن هناك من يقرأها ويستمتع بها؟ ولمن يرسم الفنان لوحته ان لم يوجد من يشاهدها؟



    رابعا، لأنه على مر العصور وعبر زمن الانتاج الادبي العربي، والشعر خاصة، لم تنشأ رابطة للشعراء، العباسيين، مثلا! فالشاعر الحق ليس بحاجة الى شهادة ولا الى تصريح من أحد ليقوم بالكتابة. هو بحاجة الى من يقرأه أو يصغي اليه. والشعر الجيد سيجد حتما من يستمتع بقراءته والشاعر الجيد لا بد وان يحظى بمجموعة تستمتع بانتاجه وتواكبه.







    خامسا، لأن الشعر بطبيعته جدلي، مبني على التبادلية بين الشاعر والجمهور، تبقى التسمية واطلاق الالقاب أمرا ثانويا. فالكاتب الذي لا يتمتع القراء بانتاجه، لن يكون شاعرا ولو اتخذ لنفسه لقب "فحل" أو "امير" أو "ملك" أو ما شاء من الالقاب.



    لذا فلا داعي للقلق الآن، لأن هذه الصحوة الثقافية ضرورية، تستلزمها حاجات جماهيرنا الجمعية، وهي البداية فقط لعملية نتمنى ان تستمر وترقى بنفسها وبنا الى ما نحن أهل له. وختاما أورد ما كتبه الاخ كاظم من أن "الذي وصل الينا هو شعر حقيقي يحافظ على اساسيات الشعر وجمالياته بغض النظر عن سلوكيات واخلاقيات الشعراء" موافقا معه على ان هناك عملية نشوء وارتقاء، حتى في مجالات الادب والفن، وأنه، في نهاية المطاف، لا يتبقى الا ما ينفع الناس.

    ردحذف