الاثنين، 11 أغسطس 2014

الضلال العربي الراهن


الضلال العربي الراهن

كاظم ابراهيم مواسي

***

تاريخياً كانت الأمة العربية في ضلال فكري وسلوكي قبل ظهور الاسلام ومجيء النبي محمد عليه السلام ،وعادت الى الضلال في فترة الحكم العثماني ،وقد تجلى الأمر بانتشار الامية والاقطاعية ، والآن امتنا العربية بعد استقلال شعوبها تعاني من الضلال والانقسامات الفكرية ،وكأن أعداء الأمة قد علمونا الفهم التفكيكي للفكر المهيمن ، فصرنا بدون فكر يوحدنا وبدون هدف نجتمع عليه .نختلف على كل شيء ،لا تجد منا اثنين يحملون نفس الأفكار ،ونتخاصم ونشعل الحروب فيما بيننا ،لأن كل مجموعة تريد النفوذ والسلطة ولا تحترم حقوق الأخرين ،بينما في الدول الاوروبية تعيش كل جماعة حياتها كما تريد ولا تعتدي على جماعة اخرى ويسود التعايش بين جميع التيارات الفكرية.

نحن أمة ضالة ،في مناطق ال 48 تتقدم ثلاثة احزاب عربية لانتخابات البرلمان تكاد لا تجد فروقاً بين مطالبها ومواقفها .

في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية تجد حركة حماس تؤمن بالمقاومة المسلحة ولا تتردد في خوض معارك لا طائل منها سوى الخسارة ، وتستغل فتح المعابر للتسلح ،وتجد منظمة التحرير التي تنازلت عن الكفاح المسلح لتفتح مجالا امام الكفاح السياسي ،وتجد الحكومة الاسرائيلية تستغل الخلاف بينهما فتماطل بالانسحاب لتعود الخلافات للاشتعال ....فترى ان الخلاف بين حماس والمنظمة هو الخلاف بين الدعوة للحكم الاسلامي والفتوحات والدعوة للحكم العلماني ،ولو دققت في الامور تجد ان النظامين يعاقبان المعتدي على الحقوق الخاصة والعامة ،ولا فرق بينهما.

في سوريا صرخ الشعب ضد الظلم فأتت حركة داعش لتخرب على الثورة السورية ،وهي الآن تعيث في العراق ،،وترى من بيننا من يؤيدها ،رغم بعدها عن الاسلام الذي قال لاصحاب المذاهب المختلفة "لكم دينكم ولي دين"  وهي حركة تكفيرية وقلما تجد من يؤيدها.وترى امتنا العربية تختلف حتى في فهم الكتاب المنزل "القرآن الكريم " فالله ليس بحاجة الى الناس ولا يفرق بين شعوب الارض الا بالتقوى والعمل الصالح  ..

لنخرج من الضلال علينا أن يحدد كل فرد منا وتحدد كل مجموعة ما ينقصهم ويعملوا على سد نواقصهم ،وحين يتمكنون من سد النواقص عليهم أن يحددوا أهدافاً معقولة وليست خيالية ، فليس معقولاً أن تنقصنا دولة الخلافة ،فهذه يمكن تأسيسها في أي قرية تريد ذلك ونواقصنا نحن العرب تختلف عند كل واحد منا ولا يوجد لدينا فكر يوحدنا سوى الرغبة في العيش الكريم . والله الموفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق