الاثنين، 19 يناير 2015

ديوان *همسات أو قصائد ،لا فرق


همسات أو قصائد ،لا فرق

 

كاظم ابراهيم مواسي

 

شعر

2015

 

 

 

 

 

 

 

 

إدراكي تغيّر

**

العيش هو الآن كما كان على مر الأزمان

أفراح أحياناً ، أحياناً أخرى أحزان

ناس في المنفى ، ناس في الأوطان

حسن الأخلاق هنا ، سوء الطبع هناك

ربحٌ ، خُسران

غدرٌ ووفاء

حبٌ وجفاء

سلم ٌ وعداء

ناسٌ في السوق ، وناس في الشطآن

**

إدراكي أو فهمي للعيش تغيّر

كلّ ربيع ٍ يتغيّر

كلّ شتاء ٍ يتغير

الأدوار بهذا العيش قليلاً تزداد

الناس بهذا العيش تتأثّر

أحياناً تبحث عن ملح ٍ

أحياناً تبحث عن سكّر

الله أكبر ، الله أكبر

 

 

الحب والايمان

 

--

قدرٌ نسافر عبره للملتقى

قدرٌ نعاركه فنخسر حربنا

 

هذي الحياة تشدّنا بصدورنا

ونحبّها مهما تبدّل حالنا

 

آيات ربّي حاولت إفهامنا

لكنّنا في العيش تبحر ذاتنا

 

النفس تفكيرٌ وإحساسٌ بها

نفسي تحاول ان ترقّي شعبنا

 

إن غابت الاقمار عن أجوائنا

تبقى الشموس منارةً لعقولنا

 

لا تحزني يا نفسُ عند غيابها

فالشمس لو أفلت ستشعل نورنا

 

 

شعبي وإن كثرت مصائبه شدا

فالحبّ والايمان مصدر بأسنا

 

قدرٌ غريبٌ ليس يعرف كائناً

قدرٌ يعاركنا فندرك شأننا

 

الشعر يحمل فكرنا بسطوره

والناس تدرك حالها بكلامنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إن لم تكن

 

**

إن لم تكن مرتباً

في عالم مبعثرٍ ،ماذا تكون ؟

إن لم تكن مبعثراً

في عالمٍ مرتبٍ ،ماذا تكون ؟

إن لم تكن مراوغاً

في عالمٍ مقامرٍ ، ماذا تكون ؟

إن لم تكن مقامراً

في مجمعٍ مهادنٍ ، ماذا تكون ؟

إن لم تكن

ماذا تكون ؟

إن لم تكن مسالماً

في عالمٍ مقاتلٍ ،ماذا تكون ؟

إن لم تكن محارباً

في بيئةٍ طماعةٍ ،ماذا تكون ؟

إن لم تكن

ماذا تكون ؟

ماذا تكون ؟

 

 

إيقاع ووقوع

 

-

هو الإيقاع أوقعني

بحبك ،يا مليحة ،فاسمعي

صوتي ،يزقزق في الدواوين ِ

فلا تترددي

حسنٌ هو الإيقاع ُ

ثمّ جميلة هي وقعتي

ما أجمل العثرات في الغيد ِ

أراك وبعدها

أوقفت مركبتي ولم أكمل مسيري

يا دماءً في الشرايين ِ

لماذا العين تحسد حالتي

وجميع من أشكو ،يحاكيني

لماذا البغض يذكر زلتي

ودعاؤنا دوما

يرافقني ،يماشيني

 

 

 

ثورة الثقافة

 

لولا الثقافة ما تعالت صرختي

فهي التي دفعت بمصر إلى العلا

 

فيها الأصالة والشهامة توأمُ

حبّ البلاد وأهلٍها لا يُفصلا

 

نرنو إلى مستقبل فيه الندى

غمر الوجوه كما النبات تجمّلا

 

أرض الكنانة يا هوانا المنتقى

منح الشبابُ بلادَنا مستقبلا

 

لا بدّ للفرقاء أن يتقاربوا

فاليوم أوقدت المدائن مشعلا

 

فمشاعل الحرية الكبرى بدت

لتضيء أرض العُرب نوراً شاملا

 

شعبي وإن طال الظلام بليله

نادى الصباحَ بقلبه وتشعّلا

 

حين يصحو قمري

 

--

حين يصحو قمري ،تصحو عيوني

يا لهُ من قمر ٍ منه فنوني

 

عابرٌ في هذه الدنيا سبيلاً

لستُ أدري ما الذي أشقى سنيني

 

لا تلوموني أحبّائي فإنّي

شاعرُ غنّيتُ من نار الحنين ِ

 

لا تُدينوني غريباً أو بعيداً

فجنوني ناضجُ عبر القرون ِ

 

عفوكم إن كنتُ غيّرتُ طريقاً

ديدَني حرّيّةٌ بلّت جفوني

 

شعبُنا يكظم غيظاً من لئيم ٍ

شعبنا يرقى لإحياءِ البنين ِ

 

حين يصحو قمري ترقى بلادي

فبلادي الحبُّ في قلب ٍ متين ِ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سؤال البعد

***

سؤال البعد يقلقني

وعطف القرب يحييني

 

رياح الحزن تسكرني

وصوت الطفل يشجيني

 

أعيش كما الفتى مرحاً

أحبّ كتاب تكويني

 

أذوق كما الشيوخ أسى

أفتش عن مواعيني

 

زمان البعد حيرني

وكسّر لي سكاكيني

 

زمان القرب جمّعني

أعاد لبيته ديني

 

لماذا أقتفي أثرا

وفي بلدي شراييني

 

لماذا أقرأ الشعرا

وفي وطني دواويني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شوقاً لعينيها

 

شوقي لأحبابي يبعثرني

مثل الرياح أهبّ في وطني

 

مرّت سنون دون رؤيتها

مرّت وكادت أن تمزقني

 

وطني  بقلبي ناقشٌ دمه

حريةً تنمو مع الزمن

 

حالي كما الأطيار في حرك ِ

أمشي ولست أطير يا بدني

 

وهن أحاط بحالتي حيناً

أنسى صديقي صحبة المدن

 

شعرُ أقول بصحوتي أبداً

جعل الزمانَ رفيقَي المرن

 

يا كلّ أصحابي أحبكمُ

حبي لكم دوماً يُجمعني

 

                 عين حوض*

 

 

عين حوض ٍفي الجمال  ،      آية للمتعالي

 

قرية ظلت تنادي      ،       زائريها للدلال

 

مطعم في البيت يطهو،    وصفه أكل الغلال

 

قرية تأوي ضيوفاً  ،    جنّة بين  الجبال

 

جَبَعٌ كانت لديها     ،         معها عين غزال  

 

طاف عقلي في الخيال،    ساح قلبي في التلال

 

حربهم كانت علينا  ،          غلّهم  كان يغالي

 

سوف نبقى في البلاد  ، عين حوض في الجمال

 

*--"عين حوض قرية عربية صامدة بالقرب من الفريديس"

 

نحو المجد

 

***

 

لا تقل كنا وكانوا ،بل غدونا

نلعن التأريخ من بعد الحصار

 

شعبنا يأبى انكساراً وخمولاً

طاول الأمجاد في صنع القرار

 

شعب ليبيا لم يقل بعد كلاماً

قوله الحقّ يدوي في البحار

 

دأبه حرية تأبى رجوعاً

سوف يغدو نصرها خير انتصار

 

مصر قالت في الأقاصي والبلاد

ما روته تونسٌ في الاختصار

 

دأبنا خبز وأخلاق وعزّ

لست يا شعبي سوى شعب الفخار

 

سوف أنسى من سها عن وقع شعري

بعدما كان بقربي كالجدار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أغنّي

 

وجدت اللآلئَ تطفو بحب ٍ

قرأت العيونَ بصمت ٍ رهيب

 

رأيت العيونَ تنادي بحزن ٍ

حبيباً يغيب وراءَ النصيب

 

لماذا إذا الروحُ نادت عزيزاً

يبين على العين مرأى المغيب

 

عيونٌ على العهد تبقى بقربي

إذا خرّ نجمٌ يخرّ وجيب

 

حبيبة قلبي تعيشُ الربيعَ

وكل الفصول أشقّ الدروب

 

أحبّ الحياةَ بحلو ٍ ومر ٍ

وأمضي كما الطفلُ دون عيوب

 

أنا عاشقٌ للحياة أغنّي

أغاني الهوى يا بلاد الحبيب

باقة الورد

 

**

منذ أن كنت  وفياً

لا أراها في عيوني

بل أراها في كياني

قريتي الباقة

وقتي وأواني

مثلما عانيت عانت

مثلما أمسيت نامت

مثلما أصبحت قامت

باقتي شكل الربيع

مرة تمطر ،أحياناً تجفُّ

صبحها طير يرفُ

ليلها عين تحبُ

قلبها بستان ورد ٍ

في رباها

كل ضيق سيخفُ

بلدي سباقة في الخير

أهلوها بنو حب وود ِ

زينة البلدان من فل ووردِ

 

تبتسمين

**

تبتسمين

كأن اللطف يفوح من الورد

كأني ألقى أترابي في البعد

لأنك أنقى

تبتسمين لكي أبقى

أبحث في الروح عن السعد

وحين تبتسمينَ

تنوء الأحزانُ

وتبدو الأفراح رهائن أكتافي

القلب المجروح من العلاّت

يصبح قلباً تحييه البسمات

تبتسمينَ

وأنت وقود النفس

تضيئين ولا تحترقين

وأنت هواء القلب

تهبّين ولا تندثرين

بسمتك البسمة

تشملني كالرعد

وتملأني بالرغد ِ

تبتسمين وتبتسمين

جوهر الأيام

 

**

جوهر الأيام أفراحٌ وحزنُ

فرح يشجي وحزن سيهونُ

 

نحن في الأيام نمضي نحو مرمى

هدف نحظى وأهداف تبينُ

 

كل يوم عندنا يوم غريبٌ

مرةً خالٍ وأخرى لا يلينُ

 

هذه الأيام حالاتٌ نعيش

كلنا يبحث عن خلّ يعينُ

 

كأسنا مرّ ولسنا تاركيه

إذ شربنا الكأس أحيانا الحنينُ

 

يا إلهي ما حياتي دون شدو ؟

ربما وهم وأحلام تهونُ

 

 

هذه الدنيا كلام ليس يعني

غير من يفهم حباً ويصونُ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عزف في روما

--

تلاحقني التماثيل – وفي روما أرى حالي

 

عشيقاً بعد أنفاس – يلاقي حبه الغالي

 

تلازمني التهاليل – وفي روما أرى مالي

 

صديقاً سوف يلقاني – فأنسى كل أحمالي

 

أنا فرحٌ برومانا – وكل الكون أمالي

 

بلادي لست ألقاها – سوى حزناً سقا شالي

 

أحبك أنت قريتنا – أيا أرض المواويل

 

أيا أرض التهاليل – أيا أرض الزغاليل

 

أغني صبحنا الآتي – على ضوء القناديل

قصيدة من السكون

 

الليل ينبئني بما قد افعلُ

والفكر مشغول بأمر أجهلُ

 

قلبي بلا حسد يدقّ لغادة

دقات عشق في الكتاب تُسجلُ

 

من ساكن تأتي القصيدة حرة

سكنت ضفاف القلب حين أقابلُ

 

أحلى النساء أحبها من خافقي

شعري  يسافر في العيون ويحفلُ

 

يا وردتي وقصيدتي وملاذيَ

من ذا يدافع عن فتىً قد يُقتلُ

 

الموت للعشاق جلّ مصيبة

والموت للجبناء حتما أسهلُ

 

لا تسألوا عن حالتي وحبيبتي

إن الحياة وراء ما لن تسألوا

 

مرسي

**

 

 

بلدي العزيزة باقتي يا باقتي              هيا بنا نبني صروحَ العزة

 

المجد للآباء قد شقوا الخطى             واليوم كل شبابنا في الرفعة

 

نبني معاً بلداً نحب ونفتدي               ومعاً نسير إلى دروب القمة

 

بلدي شباب اليوم قادتنا غداً           فخر لنا من بعد طول الظلمة

 

هيا بنا يا اخوتي في ديننا                 نحيا معاً زمناً جميل الطلعة

 

في ثورة العربان خير رسالة               أن نمنح الأبناء دور القادة

 

مرسي خلوق دأبه إسعادنا           مرسي جريء صوتنا في الساحة

 

 

 

 

نشيدُ الخمسين

---

نصفُ قرن   عابرٌ كالصيف ولّى

حلمُ ليل  من ليالي العمر لاحا

 

مرّ خمسون ربيعاً كالخريف

مرّ إخفاقٌ فلاحقت النجاحا

 

بين أحلامي بلوغُ العمر هذا

بعدما غطّت أناشيدي النواحا

 

صار قلبي منشداً حلوَ الأغاني

صرتُ في دربي أغني الإنشراحا

 

يا إلهي ،نصفُ قرن غاب عنّي

نصفُ قرنٍ كان عندي اقتراحا

 

هبْ لنا من كل عام  ما يطيبُ

إعفُ عنّي إنني عفتُ الجراحا

 

خذْ بقلبي واقتدر للقلبِ عمراً

كافياً حتى ترى روحي السماحا

عيون البلاد

**

سلام لحيفا لأحلى مزار ٍ
تطلّ على البحر حتى تغني

سلام ليافا حبيبة قلبي
وقلبي بيافا رهينٌ لعيني

إلى القدس آتي حبيباً وفياً
أحبك يا قدس
يا وحيَ فنّي

لرملتنا في الفؤاد مكانٌ
جميلٌ كرمل البحار بكوني

وعكا تظلّ تبين بنومي
فتاة تهزّ الوجود بغصن ٍ

وفي الأرض أحلامنا لا تغالي
بأن يشمل الكون أمنُ الزمان

بلادي وإن كنت وحدي حزيناً
تضمّ وجودي بحضن الحنان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شوق

**

هو الشوق يرجعنا للديارِ
يعالج فينا فراغ الحوار ِ

هو الشوق حبّ يعود علينا
فنذكر أهلاً وراء الجدار ِ

بلادي وإن شعّ نور الورودِ
نعود إليك لحمل الجرار ِ

نعود إليك لزرع البذورِ
نعود نعودُ لقطف الثمار ِ

بلادي وكل البلاد جبالٌ
وأنت السهول وحسن القرار ِ

أنا في ربوعك أحيا الأغاني
أغني وأعزف لحن الفخار ِ

بلادي وإن شئت غيري محبّاً
أوقّع خاطرتي باعتذاري

 

 

 

 

 

 

 

 

شاعر في شارع

 

*

آويتهُ يا شارع العياءِ

حطّمت فيه صورة الوفاءِ

 

نزعتَ منه فرحةَ الشبابِ

أسقيته ندامة الشقاءِ

 

جرجرته للبعد والأبعادِ

أركنته للداء والأرزاءِ

 

هذا الفتى شهمٌ شديد الفهم

أوصافه تتلى مع الأنباءِ

 

أجرمتَ يا تاريخُ في الإعياءِ

وتهتَ في تجارب الإقصاءِ

 

هذا الفتى صلبٌ كما الفولاذُ

فارغبْ سدى يا شارع الغباءِ

 

لم تلق شهماً ضاع في الأنواءِ

فالشهم يبقى شعلة الأضواء ِ

 

بلادنا قلب المدى والكون

وأهلها نار على الأعداءِ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شجن

**

 

 

رماني الهوى في مهب الرياحِ

وشعّ فؤادي بعشق الملاحِ

 

أحنّ إلى صوت أمي وبسمة أمي

تزيل الغشاوة عني ويذهب همّي

 

سلامٌ إلى والدي في الغيابِ

وهذا الحنين سيكسر بابي

 

أحبك يا صبحَ شعبي وأرضي

وحبك صومي ،صلاتي وفرضي

 

حياتي سجالٌ وحظّي قليلُ

وأهلي كرامٌ وقلبي جميلُ

 

 

 

 

صدى الكلمات

 

 

**

صدى الكلمات يروي بعض أسراري

لمن غابوا وما عرفوا بأشعاري

 

أنا وهجُ النضال ينير لي عيشاً

كريماً كالحجارة بين أسواري

 

حياتي ليس فيها ما يعكّرها

صفاء النفس زينتها وإصراري

 

فحبّ الناس قانوني ودستوري

وحبّ الخير أحلامي ومشواري

 

قصيرٌ قد يطاولني ولم أقلقْ

فلست أرى مقاديري بأدواري

 

طويلٌ قد يضايقني ولا يدري

بأن الطولَ ضعفٌ مسّ أشجاري

 

بسيطٌ كنت أذرف دمعتي دوماً

لآلام الخليقة دمعَ إكبارِ

 

كبيرٌ أحسبُ الأيّام أشرعةً

وأبحر في المعاني أيّ إبحارِ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صلاة

دارت بنا الأيام مثلما ندور

وأبرزت أشرارها قبل الشرور

 

وعشت مصحوباً بحزني راضياً

وعاش غيري في السرور والحبور

 

محبة الانسان منها عزّنا

والفقر يكسر الضلوع والظهور

 

لم أرض بالهوان رغم غربتي

وعشت مخلصاً لشعبي والجذور

 

الموج يعرف البحار مثلما

الشعر يعرف البديع والبحور

 

أقول :شعري دائر عبر المدى

يحكي لمن غابوا وعادوا ما يدور

 

 

صلاتنا تبقى له لا تنتهي

أن يمنح الإنسان قلباً لا يجور

 

في رثاء شاعر لم يمت

نامت نجوم الليل في اوكارها

حين استفاق حبيبُها من كربهِ

 

وشدت بلابل ضيعتي انشودةً

حيّت بها من كان من أترابهِ

 

هو شاعرٌ حاك القصيدة ذاتَها

يروي زماناً عاثراً في قربهِ

 

تهجيرُ شعبٍ واحتلالٌ غاصبٌ

من بعد حربٍ حربُهم في حربهِ

 

لزم المكانَ وحالُهُ كصفاتهِ

عذبُ اللسان وخلْقهُ من ربّهِ

 

لا ياسَ يعرف دربُه وطريقُه

يحمي الضِياع من الضَياع بدربهِ

 

سنظلّ نذكر شعره وكلامه

ونعيدُ للأجيال درَّ خطابه ِ

 

قصيدة لطلاب العلم

 

**

من هنا مرّوا وكان الدربُ حيّاً

                 طاب لقياهم إذا ضاء المحيّا

أخوةٌ في الدرب ساروا نحو مجد ٍ

                      بارك الله مسعاهم وحيّا

جِدّهم فيه إباءٌ ونشاطٌ

              كيف يخبو من رنا نورَ الثريّا

عينهم في الليل لا تغفو وتصحو

                روحهم تبقى على كل الثنايا

إنهم طلاب علم ٍ ليس إلاّ

            يزرعون الورد في كل الزوايا

نِعْمَ ما جاؤوا به بعد العناء ِ

                  نعْمَ أمّ ٍ وأبٍ ،نعم البرايا

ليس كالعلم منالٌ في الوجود ِ

                   إنه الدنيا وما فيها سويّا

 

 

 

 

 

لولاك

 

*

لولا شقاءُ الروح ما كان النوى

حيّاً ولا كانت مواويلُ الضنى

لولا هزارٌ في الفناء ،مسّني

صداعُ فكرٍ من صراعات الحمى

لولاك يا حبيبتي ما جاءني

حلٌ وربطٌ في مجالات الهوى

الخيل خيلي والبوادي ضيعتي

والليل وجدٌ عندما حلّ الهنا

يا وردتي وبلدتي في خاطري

حبٌ واخلاصٌ ،أحب الموطنا

بلادنا جميلةٌ عيونها

عيونها جميلةٌ بلادنا

سالت عيون الارض يا حبيبتي

دمعاً وسال الشعر من قلب الفتى

فزيّني أرضي بألوان الضحى

ولا تخافي يا رفيقة الصبا

 

 

ما بعد السؤال

ماذا يقول الصيف للحزين ِ

حكاية الرغيف للمسكين ِ؟

 

أم قصةً يفوز فيها الحبُّ

وينتهي حين وراء الحين ِ!

 

ماذا يقول الضيف للمضيف ِ

رواية الأجراس للرنين ِ؟

 

"روحي على كفي "كلام الماضي

-قلبي عليكم – راية السنين ِ

 

لا شيءَ في الدنيا يخاف قلبي

إلا فراقاً خاليَ المضمون ِ

 

أنا ابن خمسين خريفاً ولّت

أعوذ بالرحمن من شجوني

 

 

أحبكم يا أهلنا وشعبي

وحبكم يروي شراييني..

يا شامُ قلبي

 

يا شامُ قلبي نابضٌ بهواك ِ

والحقّ يبدو نائماً برباك ِ

 

ليت المليحةَ في دمشقَ تعودُ

ويغرّد العصفورُ في الشبّاك ِ

 

في القلب سوريّا دماءُ العرْب ِ...

فمتى نُكسّرُ شوكةَ الأسلاك ِ

 

الحربُ صنعةُ مجرم ٍ يختالُ

والحبّ فيك ِ منارةُ الأفلاك ِ

 

الشامُ تروي حبّها الفياضَ

للأرض والإنسانُ كانَ بناك ِ

 

ودمي يسيلُ إذا تصاوبَ زيدُ

زيدُ العروبة نسلُه بحماك ِ

 

يا وحشُ  متْ أنت الحقيرُ الوغدُ

والشعبُ حرٌ ، أفضلُ الأملاك ِ

يوم الأرض

 

هي الأرض أبناؤها النجومُ

وغالية الأبناء أمُّ

 

ثلاثون آذار ٍ وندعو

أن يغمر الأجواءَ سلمُ

 

بلادي علينا أن نصونَ

بلادي على القلوب وشمً

 

بيومك يا أرضي أصلي

لعلّ الغزاةَ يستقيموا

 

ويتركها خصمٌ لئيمٌ

ويرحمنا ربٌّ رحيمُ

 

بلادي وجوّها بديعٌ

وصوت بلابلها رخيمُ

 

أحبك يا أرضي وحسبي

بأن بني شعبي نجومُ

فكّرْ بذاتك

**

فكرْ بذاتك ،لا تفكرْ في سواك

فكر بذاتك ،ليس غيرُك في العباب

 

كن صادقاً ،حتى توافيَ مبتغاك

وإذا رحلتَ ،فلا تبالغْ في الغياب

 

الناسُ تسمع في الضجيج هدوءها

والضجة الكبرى يغطيها السراب

 

كلّ امرئِ يسعى بدربه للعلا

والدربُ مزروعٌ بأشواك وغاب

 

يا صاحبي ،فكر بغيرك عندما

تلقى لذاتك حيّزاً له ألف باب

 

إن الحياةَ كما عرفتَ تحيطنا

ما دمتَ غيماً لا تفكر بالضباب

 

فكر بذاتك أو بغيرك لا تغبْ

إن الذي أحسستَ كان هو الخطاب

 

 

"كلامي"

***

حدثيني يا نجومَ الليل ما معنى الضياء

 إنني أحيا لأجل النور أمشي في الظلام

 

لست أدري أن في الأرض كأسرار السماء

كل ما ألقى جديدٌ ونجاتي من أمامي

 

 

سر أحلامي توارى كالليالي في السناء

 بينما قلبي يحب الناس يحيا في الهُيام

 

هذه الدنيا قطارٌ سائرٌ نحو الفَناء

 ربما نحو المعالي كيف لي صد الحِمام

 

انتشي وجدا وحبا حين أرى ،يعلو غنائي

 حمدُ ربي دائم في القلب والشعر كلامي

 

 

 

 

 

الشاعر كاظم ابراهيم مواسي،

ولد في 7/1/1960 في باقة الغربية في المثلث – تعلم فيها وتخرج من مدارسها. انهى بنجاح ثلاث سنوات دراسية في جامعة بافيا الايطالية في موضوع الطب العام ولم يكمل دراسته. عاد ليعمل ويستقر في بلده عام 1984 ومنذ العام 1987 ينشر قصائده ومقالاته في الصحف المحلية خاصة الاتحاد وبانورما وكل العرب … متزوج وله ابنتان:سلمى وسما. صدر للشاعر:

1. من حديقة القلب – شعر - 1994

2. من حديقة الوطن وحديقة الروح – شعر – 1996

 3. هنا في زمان اخر – شعر -2000

 4. وشوشات الزيتون – شعر- 2002

5. باقة الغربية ماض وحاضر –بحث- اصدار المركز الجماهيري التابع لبلدية باقة الغربية - 2002

6. حبات مطر - مقالات اجتماعية وسياسية -2007

7. متأملاً في الكون -شعر -2009

8.غناء في الفضاء -شعر-2010

9.نظرات أدبية –مقالات أدبية – قيد الاصدار

10.همسات أو قصائد ،لا فرق –شعر –قيد الاصدار

رابط المدونة:

 www.kazemmawassi.blogspot.com

الايميل

Kazem.ibrahim@gmail.com

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق