الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

ديوان من حديقة الوطن وحديقة الروح 1996 مختارات

ديوان من حديقة الوطن وحديقة الروح
مختارات

العامل الزمنيّ
كاظم ابراهيم
العامل الزمنيّ... يأخذ دوره
والعمر..... يأخذ في المسير
زمن يدور بدائره
ودوائر الدنيا حياة
هذي السنابل تنحني ...
كي تمنح الأرض الأمل
هذي الوجوه تبدّلت.....
والأرض تبقى للعمل
- بعُد الكثير من البشر
وتقرّبوا عند الأثر
والكونُ ....
يسرد قصّة المارّين عبر الذاكره-
العيش أصبح حرفة...
للماكثين بأرضهم
الموت أيضاً حرفة ...
للعاشقين ثرى الوطن.
**
يا دهرُ...
زد بعنائك وغنائك ..حبّ الوطن
يا أرضُ جودي بالأمان
يا حبُّ..ظل بربوعنا حتى الأزل.
**
زمن يدوّره الزمن
رغم العذاب
رغم البعاد
ملئت ليالينا أمل.
رغم الضياع
ينمو بنا حبّ الوطن..
أضحى لنا
ونما بأذرعنا حجر...
يتقدّم الأزمان َ..كلّ الأزمنه
فلتفتح الأبواب في وجه البطل...
ولتنشد الحسناء عودة حبّها
من بعدما وصل الزمن.
**
يا دهرُ...كن للعاشقين
يا حبّ ..كن...قمر الوطن.

صعب كاظم ابراهيم

كم هو صعب أن أحيا
أن أشقى
وأشقّ طريقي في هذي الدنيا
أن أحيا .... أن أرقى
أن أترك ظلي خلفي
وأسير إلى الظلّ لألقى
غابات من أملي
أو غايات من عملي
أو نايات من فشلي
كم هو صعب أن أشقى
أن أرقى
أن ألقى
ذاتي بين ذوات
تبحث عن متسع للقدم ِ
كم هو صعب أن أبقى أنقى
أو أشفى من علة هذا الزمن ِ
كم هو صعب أن أشقىِ

قدر
كاظم ابراهيم مواسي
كنت أودّ
أن أملك صوتاً عالياً ليس لديّا
أو أملك أغنية أحلى
كي تسمعني
وتلفّ العالم تبحث عنّي ، لكنّي
لم أملك
هي لم تبحث
سمعتني امرأة أخرى
دخلت في عينيّا
لم أعبث، أصبحت وفيّا
**
قدر أن ابحث عنها
قدر أن لا تبحث عنّي
قدر أن تسمعني امرأة أخرى
قدر أن ألقاها
قدر أن أهواها
**
ما أحلى أن تهوى من يهواكَ
ما أحلى أن تهوى من يهوا كَ



قدر وغياب
كاظم ابراهيم مواسي
ق
واجهت ليلاً ، حزنه لا يطاق
فسرتُ نحو الصبح
أرجو عناق
ضاعت أماني فجرنا في العراق
يا حلوتي...أحلامنا لن تراق

د
سلامنا الموقوف عند الحدود
حلم المسيح ،حلمُ كل الجدود
لن يقتلوه لو أضعنا الشهيد
لن يقتلوهُ
سوف يغزو البلاد

ر
كانت بلادي زهرة كالزهور
أضحت بغير بهجة أو حبور
نمضي إلى الآتي بقلب جسور
لعلنا نلقى غداً لا يجور

غياب
كان انتمائي
مثل أعشاش الطيور على الشجر
كانت حكايا بلدتي معي
على طول السفر
كانت عيوني في المدى
تراقب الحجر.




الكاظم
كاظم ابراهيم مواسي

لو يسمح لي زمني
أن أكتب للقاصي والداني
للماضي والآتي ، عن ألمي
أو عن أملي
وعن الأشواق إلى وطني
عندئذ أمسك قلمي
أحضنه بين الشاهد والإبهام ِ
كي أطرد من طاردني
كي أقلع من يقتلني
كي أمنع من يمنعني
عن حبّ بلادي
وأنا الشاعر أني
سأموت إذا الشعر سلاني
لو يسمح لي زمني
أن اكتب شعراً عن آلامي
- لم أكتب عنها حتى الآن لإني
أخشى أن يصبح شعري همّي –
وأنا الكاظم غيظي
أخلد لو ظلّ الشعر قريني
لو يسمح لي زمني
أن أرسم بالكلمات ِ
وأنقش وأنحت وأعزف في فنّ ٍ
فرحاً وأغنّي


إشارات حب باقيّة
كاظم ابراهيم مواسي
1-
لولا هزارٌ في الفناء
ما كتمت صرختي
إني أحب الطير يعدو حولنا
والكون بلبلٌ يغني شعرنا
والأرض ما الأرض سوى أوتارنا
إني أحب الكون يشدو قربنا
2-
الدمع يشقى في العيون العاشقة
والحبُّ يرقى في القلوب المبصرة
لا يشترى الحب بشمس شارقة
لا يشترى القلبُ بارض دائرة
حبي إليك فرحة وزنبقة
حسبي أرانا شاعراً وثائرة
3-
الشاطئُ البحريّ عيناك ِ
أعود منهما إليهما
في بحر هذا الوقت ِ
تغرق السفينة التي تقلنا
ونحن نبقى ها هنا
لا نغرقُ
الشاطئُ البحريّ عيناك ِ
إليهما أعود منهما إليهما
4-
سكت المغني وردتي إذ صرت أشدو حبنا
جفّ اللسان حبيبتي إن الكلام طريـــقنا
ما انت غير حديقة تنمو بها أرواحنا
إني أحبّ مدينتي وحبيبتي وبلادنا



خمس معزوفات
كاظم ابراهيم مواسي
1-
القدس ما كانت سوى ظمأي
أنا العطشانُ
أبحث عن إلهي
أرتوي حيناً وحيناً أظمأُ
لم ألقهُ
والقدس تبقى كأسنا
كأس المصلي والذي لا يؤمنُ
2-
يتمزق وجداني
نحن الانسانُ
ونحن الحيوانُ
نقاتل كي نحيا
وصراع بقاء
3-
من علّم طفلتنا الحب ؟
4-
لمً يا ربي
في الاسعار المعقولة والمتوقعة
لا نقدر ان نبتاع ؟
5-
في عينيها ،بوح مرايا
في عينيها ..لحن خفايا
في عينيها ..سرّ هنايا
في عينيها.......
لا أعرف معنايا



دمي الشرر
كاظم ابراهيم مواسي

على جرح أنامُ ، وأقتل الدمعات يا أملي
على أمل أقوم ألملم الذكرى
وأشطب كلّ آلامي ،
وفي ألم أخطّ على الدفاتر كلّ أحلامي،
ومن حلم أعود إليك يا حلمي...
لكي أتعود الذكرى الجديدة حين ألمحك..
يسافر في عيونك طير عودتهم
ويكبر في صباحك صبح فرحتهم
إذا سقط البياض على السواد
وآن وقت الحب والنعم
أحبك ثمّ لست أحبّ غيرك يا منى روحي
فطيري ثم عودي صوب نافذتي
ترين القلب يرقص حين يلمحك
أحبك والليالي لم تعد كالليل
**
ليال ٍ جائعات ٍكنّ لي وجعاً
وكلّ نجومها كانت كما الإبرُ

تدقّ بكلّ أضلاعي إذا لمعت
وأشفى حين يأتي الصبح والوترُ

لماذا يا إله الكون تؤلمني..
نجومٌ والليالي مثلها القدرُ

أنا ابن الوقت لا وقت يروضني
أحبّ جميلة الأرض التي أزرُ

أسافر صوب أرض لا ملاذ بها
أغنّي الأرض حتى هدّني الضجرُ

لماذا يا تُرى أحببتُ في ولهٍ
وما الحبّ الذي أحببت يشتهرُ

أنا الولهانُ يا أرضي بصحبتك ِ
أنا من قال أرضاً حبها المطرُ

جرى مطري على خديك يا وطني
كما يجري بشرياني دمي الشررُ


صوت
كاظم ابراهيم مواسي

كان لي جرحٌ
وكانوا نبض قلبي
كان لي حلمٌ
وكانوا صبح شعبي
وهمُ الأنسام في دنيا العذاب ِ
وهمُ الأنوارُ من جوف الظلام ِ
وهُمُ الأطفالُ أحفاد الزمان ِ
وهم الأبناء والأجداد وبداياتُ النهار ِ
**
كان لي جرحٌ
وكانوا لي شفاءا
كان لي حلمٌ
وكانوا لي سماءا
**
أيّ جرحٍ سوف يمضي
بين أمواج الغمام ِ
أيّ حلم ٍ سوف يأتي
مع أسراب الحمام ِ
لست أدري يا حبيبي
أيّ معنىً للكلام ِ
غير صوت الطفل يعلو
صوتَ حكام ٍ لئام ِ
ويُدوّي فوق ارض ٍ
قاومت فعل الحرام ِ
ويظلُّ الصوتُ يعلو
صوتُ اطفال السلام

مولد الفرح
كاظم ابراهيم مواسي

في عمق الفكرة أنمو
أمزج ألوانَ العالم في اللحظة ،
في الحالة ،
في الغرفة،
كي ألقى الرسمة ذاتي.
أصبح شيئاً محسوساً :
ظلاً يفضي بالجسم ِ
وجسماً يفضي بالروح ِ
فأشعر نفسي...
ذاتاً تبحث عن ذاتي
**
لا شيءَ يعيد الذاهبَ
لا ذهباً ، لا روحاً
والآتي قد لا يأتي
لكنّ الآمال ستزهر يوماً
رغم العاصفة الهوجاء ِ
ورغم حياتي ، موتي
**
المشوار كثير الخطوات ِ
وأقدامي كالمسمار تدقّ على الأرض ِ
لكي تدخلَ ،أو كي تخرجَ مني
لا اعرف أين نهاية أحزاني
في الغابة أم في القرية
والأرض تضيق تضيق
وأمامي ألف طريق
حالة
كاظم ابراهيم مواسي

شيءٌ ما يخرج من أعماقي
حبٌّ ما يدخل في آفاقي
أستبدل أفكاري
فدخولي وخروجي من حقي
والحقّ زعيم الأقدار ِ
**
الدنيا لعبة طفل ٍ يلهو
غير الفرحة ليس يلاقي
لكنّ الموتَ ،الخوفَ ،الحزنَ،
رفاقُ الآلام ِ
تُغيّر لون الإشراق ِ
فتمسي الوردةُ ذابلةَ الأوراق ِ
والبحرُ يهادنُ رملاً
والجوّ عديمَ الأمطار ِ
....
وحين يحبّ المرءُ
تكون الدنيا لعبة طفل يلهو
غير الفرحة ليس يلاقي



بعيداً عن الجاهلية..
كاظم ابراهيم مواسي

ماذا أكتب عن حجر ٍ
يقلب صفحة تاريخ بيديه الناعمتين؟
ماذا أكتب عن مجتمع يرجع للماضي
ويقبّل من حاضرنا الشفتين ؟
ماذا أكتب عن دين يبقى
ويعقّد ربطته ويقول بان الله
يفرّق بين الطفلين ؟
لن أكتب شيئاً غير سؤالاتي
فالأجوبة المعقولة لا تحتاج إلى عقلين
**
ما أصعب ان أبقى شاعراً
فالشعر إذا كان وحيداً يقلقني
ما أصعب أن أصمت
وجنود الله يجيئون إلينا
يحتلّون الصمت بداخلنا
ويطاردني جندي الله
يحاكمني
ما أصعب ان يزجرني
**
في صحراء الوقت أضيع
ويضيع معي اسمي المعترفُ
وبقايا وطني
وأضيعُ..أضيعُ..ولا ألقاني
أملٌ وفراغٌ فيّ يواجهني
أهرب منهُ
أهرب منّي
والوقتُ يضيعُ بهذا الزمن ِ
وأنا أطرد وقتاً يحملني
أكتب شعراً يجعلني مُلك الغير
ولا يرحمني
**
بعيداً عن الجاهلية
سوف أكسر أصناماً
سوف أعيدُ الزمانَ الذي لم يجئْ
وأغني أغاني الفضاء الذي لم ين ءَ
وبعيداً بعيداً عن الزمن الصعب ِ
سوف أحطم أشعارنا




خمسة مواقف
كاظم ابراهيم مواسي
المقدمة
الدرس الأول في الحب كان شعراً
الدرس الأول في الشعر كان حباً
الموقف الأول
شاعرٌ ما قرأ الآن قصيدة
قرر الشاعر أن يكتب صمتاً
حيث أن الشعر في هذا المدى
نثر الجريدة
فسقى ورداً على تلك القصيدة
الموقف الثاني
مالي أحسّ أن أوهامي تلاشت
لا أرى منها سوى قصيدتي

فالشاعر الموهوب يرثي حلمه
والحلم شاطئٌ بعيد الرحلة

أحببت أن أحيا بحلمي صاحياً
والصحو أحلى بعد حلم السكرة

عشْ حامياً للحقّ تبدو واثقاً
ما أجمل الحياة في الحقيقة
الموقف الثالث
كبرتْ عيونك في الفراغات التي
تأوي إليها
كلما دار المكان عليك يا ..
إلزمْ مكانك واصطبر
حتى تعود إليك ذاتك كالندى
في صبح يوم مشمس ٍ
تنسى الخرافات التي أمسكت فيها
عندما أختل التوازن
بين ما يبقى ولا يبقى
ولا يبقى سوى
وجهٌ تعالى ربّهُ
وجه الهوى
الموقف الرابع
الحبّ يحملني إلى سقف الدنى
ويحوّل الأحزان عرساً في الرؤى

دنياي بعد الحب دنيا تشترى
بالمال ،بالأرواح،حقاً تقتنى

ما كنت قبل الحب أصلاً كائناً
قد كنت إنساناً يجول في المدى

فيذيقني حلو الحياة ومرّها
والحبّ حلو العيش فيها والندى
الموقف الخامس
يا صاحبي
يا أيها القلب الذي في الرأس
لا ترحلْ عن الموجود
لا تبحث عن الأشياء في سفر السدى
إلزمْ حدودك
إيها العقل الذي في الصدر
إقرأْ ما يُرى



مني إليّ مع خالص الحب
....
كاظم ابراهيم مواسي
....
الوردُ يحملُ لونَه
وعلى جبينكَ لونُ حبٍ كالوطن
ماذا دهاكَ .،
لكي تسافرَ في المحن
....
قد كنتُ مثلَكَ 
بيد أني لم أزل
أروي حواكيري أمل
لا ، لم أمت
قتلوا بي الرغبات 
والضحكات ... لكن لم أمت
مثلي أنا 
قتلوكَ أنتَ ولم تمت
...
النهرُ يلحقُ ماءَهُ نحو البحارِ
ولا يؤوب
قل .. هكذا صار المرافقُ لا يؤوب .
من علّمَ الطفلَ الذي كتبَ الملاحمَ ..
أن ينامَ على حجر؟
من علّمَ الانسانَ أن يهوى الوطن ؟
شبحٌ يبينُ على القدر
..
ورجعتُ أروي قصتي
كالشيخِ ماتَ رعيلُهُ
مع نسمة الاشراقِ أرقبُ للزمن
من علّم الانسانَ أن يفدي الوطن ؟
..
قل .. هكذا يا صاحبي
أحببتُ أن أبقى على قيد الحياة
والدرسُ أفضلُهُ
بزوغُ الحبِ في أرض الثمن
لا يا صديقي
لم أكن كي لا أكون
ورأيتُ أن كيانَنا رهنُ الوطن
جئتُم الى أرض الرجوعِ
لكي تعودوا حاملينَ رؤوسكم
ما دهاكَ ..لكي تسافرَ في المحن ؟
الوردُ يحملُ لونَهُ
وعلى جبينكَ لونُ حبٍ كالوطن
..........
.....،.،،
وجودية

.....
لونانِ لهذا الفجرِ
وهذا البحرُ كياني
أحلامٌ تمضي
أحلامٌ تأتي
وعلى الأرضِ عيوني
وعلى الشمسِ فلسطيني
....
كونٌ شاخَ مع الأيامِ
وحبٌ ما زال يعني
ألماً لا متناهٍ
....
القرية تبحثُ عن منقذِها
والدولةُ تخشاهُ
.،..
الشارعُ حزنٌ وسرورٌ
وبقايا ذاكرةٍ تلحقُ صاحبَها
كي تلقاهُ
....
البحرُ هدوءٌ وصراخٌ
ماءٌ ، أمواجٌ لا تنساهُ
...
الأطفالُ مرايا لي
ولكل العشّاقِ إذا كبروا
وسلا النهرُ أخاهُ
...
.
...
من حديقة الوطن وحديقة الروح



إلى هاربٍ منا
...
كاظم ابراهيم مواسي
....

سريعاً يمرّ الأوانُ عليكَ
وأنتَ بطيءٌ بنومكَ
في الصحو تنأى
إلى عالمٍ ليس فيه جريمة.
بريءٌ ، وفي منتهى اللطفِ أنتَ
تمارسُ عيشاً نظيفاً بدنياكَ 
ليست تشدّكَ نقمة .
لماذا يمرّ الزمانُ سريعاً
وأنتَ الذي كان فينا 
يشدّ العزيمة ؟
وحينَ تعودُ إلى طاقة الوردِ
تأبى الحسانَ وما كنتَ تهوى
لأنكَ آمنتَ أن الرجوعَ هزيمة .
أنا أنتَ يا روعةَ الوردِ ، أشقى
وليس شقائي سوى
عالمٍ ليس فيه حياة كريمة .
أخي أنتَ مهما هُزمتُ
سأبقى أغنّي
لبعدكَ عنّا ، وحلمِكَ فينا
لأنّا نحبّ الهزيمة
....

من حديقة الوطن وحديقة الروح 1996

1996

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق