السبت، 23 فبراير 2008

لو كان النبي بيننا

لو كان النبيّ بيننا
كاظم ابراهيم مواسي

تبعثرت أوراقهُ....
في حضرة الجمال حتى عاد من أحزانه
كالنسر يأكل الفضاءُ ريشهُ
**
هذا النبيّ
لم تعد أحلامه بعيدةَ المنال ِ
لم تعد عيونه ترى عيونهُ
ما عاد يمشي في المساء صحبهُ
ما عاد يحسب الذي ولّى لهُ
ما عاد يملك الزمانُ وقتهُ
ما عاد صلّى صبحهُ
أضحى وحيداً في نهاره وفي مسائهِ
لا تعرف الأيامُ أين يومهُ
**
هذا النبيُّ
يسأل المحتاجَ أن يعينهُ
ويطلب النجدة من أحقادنا
يخافُ منّا
ويخاف ذئبهُ من ذئبنا
**
هذا النبيّ
حزنهُ ليس كما أحزاننا
أفراحهُ ليست كما أفراحنا
ونحن لا نريد منه
غير أموال واملاكٍ
وأن يدلّنا في غيّنا
لكنه لا يملك الاموال كي يعيدنا
للدين أو ما يشبه الإيمان في حياتنا
لسنا نريد منه ها هنا سوى وجوده
لكنه يرفض أن يعيش بيننا
تبعثرت سدى أوراقهُ
في حضرة الكلام حتى عاد من أحزانه
ولا يريد النقشَ في أحجارنا


-ديوان وشوشات الزيتون.2002-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق